نظم المتناثر من الحديث المتواتر [مقدمة المؤلف]

نظم المتناثر من الحديث المتواتر

[مقدمة المؤلف]

متسلسل العدد النوع العنوان الوصف
1 - - [مقدمة المؤلف] - بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الكريم. الحمد لله الذي تواترت السنة الذاكرين بذكره وتمجيده، وتواطات قلوب المحبين على حبه وتعظيمه وتوحيده. والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على انسان عين الوجود الباهر. المخصوصة امته السعيدة باسناد ما هو صحيح عنه وحسن ومتواتر. وعلى اله السادة. وصحابته النجوم البررة القادة. (اما بعد) فان علم الحديث الشريف اجل العلوم قدرا. واكملها مزية واعظمها خطرا. ومن حازه فقد حاز فضلا كبيرا. ومن اوتيه فقد اوتي خيرا كثيرا. ومن ظفر به ظفر باكسير السعادة. ونال كل المنى ورزق خاتمة الحسنى والزيادة. وقد روي عن سفيان الثوري كما ذكره ابن الصلاح في مقدمة علوم الحديث له قال ما اعلم عملا افضل من طلب الحديث لمن اراد به الله عز وجل قال ابن الصلاح وروينا نحوه عن ابن المبارك اهـ وعن المعلفي بن عمران قال كتابة حديث واحد احب الي من صلاة ليلة واخرج ابن عساكر في تاريخه عن ابي العباس المرادي قال رايت ابا زرعة في النوم فقلت ما فعل الله بك فقال لقيت ربي فقال لي يا ابا زرعة اني اوتي بالطفل فامر به الى الجنة فكف بمن حفظ السنن على عبادي تبوا من الجنة حيث شئت. وفي فهرسة الامام ابي عبد الله القصار ما نصه بشارة عظيمة قال محمد بن عبد العظيم المنذري لرائيه يعني في النوم دخلنا الجنة وقبلنا يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابشروا كل من كتب بيده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو معه في الجنة اهـ. وفي اذكار النووي عن سهل بن عبد الله التستري احد افراد هذه الامة وعبادها انه كان ياتي ابا داود السجستاني صاحب السنن ويقول اخرج لي لسانك الذي تحدث به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لاقبله فيقبله. وعن ابراهيم بن ادهم قال ان الله ليدفع البلاء عن هذه الامة برحلة اصحاب الحديث واخرج الشيخ ابو الفتح نصر بن ابراهيم المقدسي في كتاب الحجة على تارك المحجة بسنده الى احمد بن حنبل انه قيل له هل لله في الارض ابدال فقال نعم قيل من هم قال ان لم يكن اصحاب الحديث هم الابدال فما اعرف لله ابدالا. وفي العهود المحمدية كان سفيان الثوري وابن عيينة وعبد الله بن سنان يقولون لو كان احدنا قاضيا لضربنا بالجريد فقيها لا يتعلم الحديث ومحدثا لا يتعلم الفقه اهـ. وفي الفتوحات المكية لابن العربي الحاتمي رحمه الله ان العالم لا يطلق يوم القيامة الا على المحدث واما غيره فيتميز بعمله ان كان له عمل ويحشر في عموم الناس واما اهل الحديث فيحشرون مع الرسل وهم ورثة الانبياء واطال في ذلك فانظره ويروى مرفوعا: "اللهم ارحم خلفائي قيل ومن هم قال الذين ياتون من بعدي يروون احاديثي وسنتي". وفي الحديث المتواتر كما ياتي نضر الله امرا سمع مقالتي فوعاها فاداها كما سمعها دعا بالنضرة وهي البهجة والحسن قال ابن عيينة ليس احد من اهل الحديث الا في وجهه نضرة لهذا الحديث. وقد كان بعض الائمة الكبار اذا راى اصحاب الحديث ينشد ويقول: اهلا وسهلا بالذين احبهم * واودهم في الله ذي الالاء اهلا بقوم صالحين ذوي تقى * غر الوجوه وزين كل ملاء يا طالبي علم النبي محمد * ما انتم وسواكم بسواء. وللحافظ ابي طاهر السلفي: دين النبي وشرعه اخبار * واجل علم يقتفي اثاره من كان مشتغلا بها وبنشرها * بين البرية لا عفت اثاره وروى ابن عبد البر بسنده الى عبد الله بن الامام احمد بن حنبل عن ابيه قال: دين النبي محمد اثار * نعم المطية للفتى الاخبار لا تعد عن علم الحديث واهله * فالراي ليل والحديث نهار ولربما جهل الفتى طرق الهدي * والشمس طالعة لها انوار وان اهل هذا الفن قد قسموه انواعا: ووضعوا في كل نوع منه اوضاعا: ومن انواعه المذكورة: الاحاديث المتواترة المشهورة: وقد نهضت قبل هذا الاوان: لجمع ما وقفت عليه منها في بطون الدفاتر ومقيدات الاخوان: حتى جمعت منها جملة وافرة: وعدة جليلة متكاثرة: ولما خفت عليها من الدروس والضياع: جمعتها مقيد للانتفاع (وسمته بنظم المتناثر من الحديث المتواتر) وكان ذلك قبل وقوفي للسيوطي على ازهاره المتناثرة، الذي لخصه في فوائده المتكاثرة ثم بعد وقوفي عليه: اضفت ما فيه اليه ولم ادع حديثا من احاديثه الا ذكرته: وبقولي عند ذكره "اورده في الازهار من حديث فلان" ميزته ثم اذكر ما عده فيه من الصحابة او التابعين: مسقطا لما ذكره من المخرجين: فان تيسرت زيادة نبهت عليها: وبلفظة قلت بعد كلامه اشرت اليها وما لم يذكر اتيت فيه بما يسره الله على من غير تعرض اليه: فيعلم من ذلك اني لم اجد ذلك الحديث لديه وقد قال السخاوي في مبحث المتواتر من شرح الالفية ما نصه وقد افرد ما وصف بذلك: يعني بالتواتر في تاليف اما للزركشي او غيره اهـ. (قلت) افراده بالتاليف بعد السخاوي جماعة منهم الشيخ الامام الحافظ جلال الدين ابو الفضل عبد الرحمان بن ابي بكر السيوطي المتوفى سنة احدى عشرة وتسعمائة وسماه الفوائد المتكاثرة في الاخبار المتواترة رتبه على الابواب وجمع فيه ما رواه من الصحابة عشرة فصاعدا مستوعبا فيه كل حديث باسانيده وطرقه والفاظه فجاء كتابا حافلا لم يسبق كما قال الى مثله ثم جرد مقاصده في جزء لطيف سماه الازهار المتناثرة في الاخبار المتواترة اقتصر فيه على ذكر الحديث وعدة من رواه من الصحابة مقرونا بالعزو الى من خرجه من الائمة المشهورين. وعدة احاديثه فيه ما ذكره هو في اخره مائة لكني عددتها فوجدتها تزيد على ذلك باثني عشر: والى الله تعالى حقيقة الخبر ومنهم الشيخ الامام الحافظ خاتمة المسندين ذو التصانيف العديدة شمس الدين ابو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن طولون الحنفي الدمشقي الصالحي المتوفى سنة ثلاث وخمسين وتسعمائة وسماه اللالئ المتناثرة في الاحاديث المتواترة ومنهم الشيخ ابو الفيض محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المصري المتوفى عام خمسة ومائتين والف وسماه لقط اللالئ المتناثرة في الاحاديث المتواترة ومنه اخذ السيد النواب صديق بن حسن بن علي القنوجي البخاري الحسيني الاربعين التي جمعها مما بلغ حد التواتر وسماها بالحرز المكنون من لفظ المعصوم المامون. وقد قال في شرح النخبة للعلامة ابي الحسن محمد صادق السندي المدني ما نصه "وقد تساهل السيوطي في الحكم بالتواتر فحكم على عدة من الاحاديث بذلك واوردها في كتاب سماه الازهار المتناثرة في الاحاديث المتواترة اهـ" وهو كذلك فانه ذكر عدة احاديث ربما يقطع الحديثي بعدم تواترها ويظهر ايضا من كلامه انه قصد جمع المتواتر اللفظي ثم انه كثيرا ما يورد احاديث صرح هو او غيره في بعض الكتب بان تواترها معنوي. وهذا قبل الشروع في المقصود بيانا وايضاحا واتى بمقدمة في بيان معنى التواتر لغة واصطلاحا. فاقول