الاذكار النووية ترجمة مؤلف كتاب الاذكار

الاذكار النووية

ترجمة مؤلف كتاب الاذكار

متسلسل العدد النوع العنوان الوصف
1 - - ترجمة مؤلف كتاب الاذكار بسم الله الرحمن الرحيم. يحيى بن شرف النووي (1) ---------- (1) طبقات السبكي 8/395ـ 400، وتذكرة الحفاظ 4/1470 ـ 1474، والبداية والنهاية 13/278، ومعجم المؤلفين 13/202، و"الاهتمام بترجمة الامام النووي شيخ الاسلام"؛ للسخاوي. والنووي؛ للشيخ علي الطنطاوي. والامام النووي؛ للشيخ عبد الغني الدقر. والمنهاج السوي في ترجمة محيي الدين النووي؛ للسيوطي. طبعة دار التراث الاولى 1409 هـ تحقيق: د. محمد العيد الخطراوي. ----------
2 - - نسبه: هو الامام الحافظ شيخ الاسلام محيي الدين ابو زكريا يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام، النووي نسبة الى نوى، وهي قرية من قرى حوران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه.
3 - - مولده ونشاته: ولد النووي رحمه الله تعالى في المحرم من 631 هـ في قرية نوى من ابوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدا في حفظ القران وقراءة الفقه على بعض اهل العلم هناك، وصادف ان مر بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فراى الصبيان يكرهونه على اللعب وهو يهرب منهم ويبكي لاكراههم ويقرا القران، فذهب الى والده ونصحه ان يفرغه لطلب العلم، فاستجاب له. وفي سنة 649 هـ قدم مع ابيه الى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكن المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الاموي من جهة الشرق. وفي عام 651 هـ حج مع ابيه ثم رجع الى دمشق.
4 - - حياته العلمية: تميزت حياة النووي العلمية بعد وصوله الى دمشق بثلاثة امور: الاول: الجد في طلب العلم والتحصيل في اول نشاته وفي شبابه، وقد اخذ العلم منه كل ماخذ، واصبح يجد فيه لذة لا تعدلها لذة، وقد كان جادا في القراءة والحفظ، وقد حفظ التنبيه في اربعة اشهر ونصف، وحفظ ربع العبادات من المهذب في باقي السنة، واستطاع في فترة وجيزة ان ينال اعجاب وحب استاذه ابي ابراهيم اسحاق بن احمد المغربي، فجعله معيد الدرس في حلقته. ثم درس بدار الحديث الاشرفية، وغيرها. الثاني: سعة علمه وثقافته، وقد جمع الى جانب الجد في الطلب غزارة العلم والثقافة المتعددة، وقد حدث تلميذه علاء الدين بن العطار عن فترة التحصيل والطلب، انه كان يقرا كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ شرحا وتصحيحا، درسين في الوسيط، وثالثا في المهذب، ودرسا في الجمع بين الصحيحين، وخامسا في صحيح مسلم، ودرسا في اللمع لابن جني في النحو، ودرسا في اصلاح المنطق لابن السكيت في اللغة، ودرسا في الصرف، ودرسا في اصول الفقه، وتارة في اللمع لابي اسحاق، وتارة في المنتخب للفخر الرازي، ودرسا في اسماء الرجال، ودرسا في اصول الدين، وكان يكتب جميع ما يتعلق بهذه الدروس من شرح مشكل وايضاح عبارة وضبط لغة. الثالث: غزارة انتاجه، اعتنى بالتاليف وبداه عام 660 هـ، وكان قد بلغ الثلاثين من عمره، وقد بارك الله له في وقته واعانه، فاذابض عصارة فكره في كتب ومؤلفات عظيمة ومدهشة، تلمس فيها سهولة العبارة، وسطوع الدليل، ووضوح الافكار، والانصاف في عرض اراء الفقهاء، وما زالت مؤلفاته حتى الان تحظى باهتمام كل مسلم، والانتفاع بها في سائر البلاد. ويذكر الاسنوي تعليلا لطيفا ومعقولا لغزارة انتاجه فيقول: "اعلم ان الشيخ محيي الدين رحمه الله لما تاهل للنظر والتحصيل، راى في المسارعة الى الخير؛ ان جعل ما يحصله ويقف عليه تصنيفا، ينتفع به الناظر فيه، فجعل تصنيفه تحصيلا، وتحصيله تصنيفا، وهو غرض صحيح، وقصد جميل، ولولا ذلك لما تيسر له من التصايف ما تيسر له".
5 - - ومن اهم كتبه: "شرح صحيح مسلم" و"المجموع" شرح المهذب، و"رياض الصالحين"، و"تهذيب الاسماء واللغات"، والروضة "روضة الطالبين وعمدة المفتين"، و"المنهاج" في الفقه و "الاربعين النووية"، و"التبيان في اداب حملة القران"، والاذكار "حلية الابرار وشعار الاخيار في تلخيص الدعوات والاذكار المستحبة في الليل والنهار"، و"الايضاح" في المناسك.
6 4 ابواب شيوخه:
7 - - مسموعاته: سمع النسائي، وموطا مالك، ومسند الشافعي، ومسند احمد بن حنبل، والدارمي، وابي عوانة الاسفراييني، وابي يعلى الموصلي، وسنن ابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي، وشرح السنة للبغوي، ومعالم التنزيل له في التفسير، وكتاب الانساب للزبير بن بكار، والخطب النباتية، ورسالة القشيري، وعمل اليوم والليلة لابن السني، وكتاب اداب السامع والراوي للخطيب البغدادي، واجزاء كثيرة غير ذلك.
8 - - تلاميذه: وكان ممن اخذ عنه العلم: علاء الدين بن العطار، وشمس الدين بن النقيب، وشمس الدين بن جعوان، وشمس الدين بن القماح، والحافظ جمال الدين المزي، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة، ورشيد الدين الحنفي، وابو العباس احمد بن فرح الاشبيلي، وخلائق.
9 3 ابواب اخلاقه وصفاته: اجمع اصحاب كتب التراجم ان النووي كان راسا في الزهد، وقدوة في الورع، وعديم النظير في مناصحة الحكام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويطيب لنا في هذه العجالة عن حياة النووي ان نتوقف قليلا مع هذه الصفات المهمة في حياته:
10 - - وفاته: وفي سنة 676 هـ رجع الى نوى بعد ان رد الكتب المستعارة من الاوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار اصحابه الاحياء وودعهم، وبعد ان زار والده زار بيت المقدس والخليل، وعاد الى نوى فمرض بها وتوفي في 24 رجب. ولما بلغ نعيه الى دمشق ارتجت هي وما حولها بالبكاء، وتاسف عليه المسلمون اسفا شديدا، وتوجه قاضي القضاة عز الدين محمد بن الصائغ وجماعة من اصحابه الى نوى للصلاة عليه في قبره، ورثاه جماعة، منهم محمد بن احمد بن عمر الحنفي الاربلي، وقد اخترت هذه الابيات من قصيدة بلغت ثلاثة وثلاثين بيتا: عز العزاء وعم الحادث الجلل * وخاب بالموت في تعميرك الامل واستوحشت بعدما كنت الانيس لها * وساءها فقدك الاسحار والاصل وكنت للدين نورا يستضاء به * مسدد منك فيه القول والعمل زهدت في هذه الدنيا وزخرفها * عزما وحزما ومضروب بك المثل اعرضت عنها احتقارا غير محتفل * وانت بالسعي في اخراك محتفل وهكذا انطوت صفحة من صفحات علم من اعلام المسلمين، بعد جهاد في طلب العلم، ترك للمسلمين كنوزا من العلم، لا زال العالم الاسلامي يذكره بخير، ويرجو له من الله تعالى ان تناله رحماته ورضوانه. رحم الله الامام النووي رحمة واسعة، وحشره مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا، وجمعنا به تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.