متسلسل |
العدد |
النوع |
العنوان |
الوصف |
1 |
- |
- |
الجزء الاول
|
بسم الله الرحمن الرحيم
|
2 |
- |
- |
مقدمة الشارح
|
الحمد لله رب العالمين، الذي انزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين نذيرا. والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبد الله، الذي ارسله الله تعالى رحمة للناس، واتاه الحكمة وجوامع الكلم، وعلمه ما لم يكن يعلم وكان فضل الله عليه عظيما، وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
اما بعد فان السنة هي المصدر التشريعي الثاني - من المصادر المتفق عليها لدى المسلمين - بعد كتاب الله عز وجل، فهي اصل من اصول الدين، ومنها خصيب للتشريع، ودليل اساسي من ادلة الاحكام، تعرفنا حكم الله سبحانه وتعالى في كل كبير وصغير، فهي جامعة مانعة، عامة شاملة، لا تفوتها شاردة ولا واردة الا وقد اعطتها حكما شرعيا، فيها بيان لما كان وما سيكون، وفيها تنظيم عملي رائع لشؤون الحياة، مستوحى عن الله تعالى خالق الحياة ومن يحيا، ومرتبط بمالك الملك والملكوت، الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء. فقلما تحدث حادثة او تنزل نازلة الا ونجد في السنة المطهرة الحكم الشافي والبيان الوافي لها. وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المبلغ عن ربه: {يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك} /المائدة: 67/.
وهو المبين مراد الله عز وجل فيما انزل: {وانزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما انزل اليهم} /النحل: 44/. فالسنة المطهرة تاكيد لما بين كتاب الله من احكام، وتفصيل لما اجمل، وتقييد لما اطلق، وتخصيص لما هو عام، او تشريع لما سكت عنه القران، ولكنه تطبيق لقواعده العامة، واصوله المقررة، ومستمد منه.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو المظهر العملي لشريعة الله تعالى، فهو المكلف الاول: {وانا اول المسلمين} /الانعام: 163/. {وانا اول المؤمنين} /الاعراف: 143/. وهو القدوة الصالحة: {لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة} /الاحزاب: 21/. وهو الذي يتلقى الوحي من السماء: {وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى} /النجم: 3 - 4/. وهو الذي ادبه ربه فاحسن تاديبه، وهو الذي قذف الله النور في قلبه، واجرى الحق على لسانه، وجعل طاعته من طاعته، ومعصيته معصية له سبحانه: {ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ومن تولى فما ارسلناك عليهم حفيظا} /النساء: 80/.
لهذا كله كانت السنة المطهرة، في مجمل احكامها وتشريعاتها - من حيث وحوب العمل بها - بمنزلة كتاب الله تعالى، فما ثبت فيها فهو ثابت بوحي من الله سبحانه، وامر منه وتكليف: {وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} /الحشر: 7/. وعليه فالسنة حجة على المسلمين بلا خلاف، وقد اجمع علماء الامة على ان من انكر حجتيها عموما فهو كافر مرتد عن الاسلام.
واذا كان الامر كذلك، فلا بد للمسلمين من الرجوع الى ما نقل عنه صلى الله عليه وسلم من قول او فعل او تقرير، والاخذ بما ثبت منه، ليعمل به. ولقد بذل السلف الصالح من العلماء جهودا مشكورة في خدمة دين الله عز وجل، فدونوا لنا احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مصنفات، تنوعت اساليبها واختلف شروطها، وكان من افضها واصحها [الجامع الصحيح] لابي عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري، الذي تلقته الامة بالقبول، واولته عناية الدراسة والتقرير، وتناولته بالشرح تارة والاختصار تارة اخرى. واقبل عليه طلاب العلم يقرؤون متنه، ويحفظونه عن ظهر قلب. ولا غرابة، فهو المرجع الثاني - بعد كتاب الله عز وجل - في دين الله تعالى، وهكذا نجد المدارس والجامعات في العالم الاسلامي، ما زالت تعنى به دراسة وحفظا، وبعضها تقرره في مناهجها، ليقرا من اوله الى اخره في مختلف صفوفها.
واسم صحيح البخاري كما سماه مصنفه: (الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وايامه).
وهذا الكتاب على مكانته واهميته، واحتياج كل مسلم اليه - ولا نبالغ في القول اذا قلنا: يجب ان توجد في كل بيت مسلم نسخة منه على الاقل - هذا الكتاب لا نزال نجد اكثر طبعاته، اذا لم نقل جميعها، على النمط القديم، خالية من المزاي الفنية للطباعة الحديثة، تحشى الصفحة بالابواب والاحاديث، الواحد تلو الاخر، دون فواصل او ترقيم، او بداءة متميزة، مما يجعل القارىء يجد صعوبة في مطالعته او الرجوع اليه.
اضف الى ذلك: انه قلما توجد لهذه الطبعات فهارس فيها شيء من التفصيل، رغم ما يمتاز به هذا الكتاب من كثرة الابواب - اذ يغلب ان يجعل القارىء كل حديث بابا مستقلا يترجم له بعنوان - وهذا من شانه ان يوقع طالب العلم والباحث في حرج ومشقة، عندما يحتاج ان يراجع حديثا في موضوع من المواضيع او بحث من البحوث، لا سيما اذا لا حظنا ما يمتاز به البخاري في صحيحه، من تكرار للحديث في ابواب متعددة ومناسبات مختلفة، بل ربما اتى بالحديث في الباب لاقل مناسبة.
وهذه الصعوبة قد لمستها بنفسي وشعرت بها، حينما اردت ان اتقدم برسالتي في الفقه واصوله، التي اعددتها لنيل درجة الدكتوراة من الجامعة الازهرية في القاهرة - عام 1393 هـ، 1973 م (وقد طبعت هذه الرسالة لاول مرة عام - 1400 هـ، 1980 م - وموضوعها [اثر الادلة المختلف فيها - مصادر التشريع التبعية 0 في الفقه الاسلامي] في دمشق) - وذلك ان رسالتي تحتوي على الكثير من الاحاديث، التي يحتج بها لافقهاء على ما قروره من احكام في المسائل الفقهية التي اوردتها في ابحاث الراسلة، فكنت اجد كل الصعوبة عندما ابحث عن الحديث في صحيح البخاري، للملاحظات التي ذكرتها انفا، وهذا ما جعلني افكر بالقيام بعمل، اخدم فيه الاسلام والمسلمين، بخدمة هذا الكتاب العظيم الاهمية. وحفزني على التفكير جديا بهذا العمل اكثر فاكثر ما لمسته لدى غيري من طلاب العلم والباحيثن، عندما كنت اشكو لهم ما اجد من عناء لدى مراجعتي هذا الكتاب، فكانوا يبثون الي شكواهم بمثل ما اجد، وبعضهم يظهر اسفه لعزوفه عن هذا الكتاب الجليل القدر، وعدم الاستفادة منه، بسبب تلك الصعوبة التي يجدها في الرجوع اليه.
ولقد عزمت على القيام يتنفيذ ما فكرت فيه، وبدات العلم بعون الله تعالى وتوفيقه، بعد ان انتهيت من مناقشة رسالتي ونلت الدكتوراة بفضل الله جلا وعلا، وتهيات لي الاسباب. وشجعنى على الاقدام على ذلك اخوة لي ناصحون، وزملاء لي في البحث العلمي مجربون، واعجبهم ذلك ووافق رغبة في نفوسهم. بعد ان انجزت جزءا من العمل عرضته على بعض اشاتذتي، ذوي الفضل علي من كبار علماء هذا البلد العاملين، فسروا بذلك سرورا بلغيا، واقروا منهجي، ودعوا لي بالتوفيق.
وها انا اليوم، اقدم للمسلمين في بقاع الارض هذا الكتاب الذي احبوه واكبروه، واحلوه من نفوسهم المكان اللائق به، موشحا بما وفقني الله تعالى اليه من خدمة له.
وعملي في هذا الكتاب متواضع واضح، الخصه بما يلي:
- 1 - ترقيم الصحيح كتبا وابوابا واحاديث، على النحو التالي:
ا - ترقيم الكتب ترقيما متسلسلا، بدءا من بدء الوحي، الذي اعترته كتابا واعطيته رقم (1) وختاما بكتاب التوحيد، وكان رقمه (100). وربما اعطيت رقما لمجموعة ابواب في كتاب، اذا كانت ذات موضوع واحد، وافردت في بعض نسخ الصحيح بعنوان: ابواب كذا، كما هو الحال في: ابواب الوتر، وابواب العمرة، ونحو ذلك. وربما خالفت في تقسيم الكتب بعض نسخ البخاري المشهورة، مستندا الى ما يذكره الشراح فيما اعتمدته ورجحته.
ب - ترقيم الابواب ضمن كل كتاب، فكل كتاب او مجموعة ابواب يرقم ما فيه من الابواب ترقيما متسلسلا يبدا من الواحد وحتى اخر باب منه. والفت النظر هنا الى انني قد حذفت من النسخة التي اعتمدتها كلمة [باب] حيث لم تذكر بعدها ترجمة، معتمدا على ما يذكره الشراح احيانا مما يرجح حذفها.
جـ - ترقيم الاحاديث ترقيما متسلسلا، من اول حديث في الصحيح وحتى اخر حديث منه، حتى ولو كان الحديث متكررا، فانه ياخذ رقما جديدا متسلسلا مع ما قبله وما بعده، كلما تكرر.
ويراعى في هذا الترقيم: ان يبدا كل كتاب او مجموعة ابواب ذات رقم، اول صفحة، وان يكون عنوان كل باب سطرا مستقلا، واما الاحاديث فيبدا كل منها من اول السطر.
- 2 - وضع علامات الترقيم، من فواصل ونقاط واقواس واشارات استفهام ونحو ذلك، وقد راعيت ان يكون كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذات بين قوسين بهذا الشكل: ( ). وان تكون الايات الواردات في الصحيح بين اربعة اقواس بهذا الشكل: { }.
- 3 - الاشارة الى المواطن التي تكرر ذكر الحديث فيها، وذلك بذكر ارقامه في تلك المواطن بعد ذكره اول مرة، وتوضع هذه الارقام في المتن بعد نص الحديث بين معكوفين بهذا الشكل: [ ]. وكلما تكرر الحديث وضعت بعد ذكره حرف [ر: ] فعل امر من راى، اي انظر، وذكرت الرقم الذي ورد به اول مرة. واذكر مثالا للتوضيح اول حديث جاء في البخاري، قال:
- 1 - حدثنا الحميدي عبد الله بن الزبير قال: حدثنا سفيان قال: حدثنا يحيى بن سعيد الانصاري قال: اخبرني محمد بن ابراهيم التيممي: انه سمع علقمة بن وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (انما الاعمال بالنيات، وانما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته الى دنيا يصيبها، او الى امراة ينكحها، فهجرته الى ما جاهر اليه).
[54، 2329، 3685، 4783، 6311، 6553].
وهكذا نجد ان البخاري ذكر هذا الحديث في مواطن ستة غير هذا الموطن، ذكرت ارقامها هنا، فاذا رجعت الى تلك المواطن وجدت الحديث، ولكنك لا تجد هذه الارقام، وانما تجد بعد ذكر الحديث: [ر: 1].
واتيك بالموطن الذي ذكر به ثانية برقم: (54) زيادة في الايضاح، فقد جاء في: 2 - كتاب الايمان، 39 - ما جاء ان الاعمال بالنية والحسبة، ولكل امرىء ما نوى. قال:
- 45 - حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: اخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن ابراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عمر: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الاعمال بالنية، ولكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، او امراة يتزوجها، فهجرته الى ما هاجر اليه).
[ر: 1].
وهذا العمل كما ترى يسهل على الباحث ان يجمع اطراف الحديث، لا سيما وان البخاري رحمه الله تعالى قد يذكر جزءا من الحديث في موطن، وجزءا اخر منه في موطن غيره، وقد يذكره كاملا في احد المواطن دون غيرها، وهكذا، فبالاشارة الى مواطنه يستطيع الباحث ان يحصل على الرواية المتكاملة. اضف الى ذلك: انه يتعرف على طرق الحديث وروايته المختلفة، كما رايت في المثال المذكور، ففي رقم (1) ورد من طريق الحميدي عن سفيان بن يحيى بن سعيد، بينما في رقم [54] ورد من طريق عبد الله بن مسلمة عن مالك عن يحيى بن سعيد. وايضا نجد اختلافا في بعض الالفاظ والجمل بين الروايتين، مثل قوله: (فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله) حيث ذكرت في رقم [54] بينما لم تذكر في رقم [1]، وكذلك افرد لفظ النية في رقم [54] بينما جمع في رقم [1] ونحو ذلك.
هذا وتجدر الاشارة هنا الى انه: اذا تكرر الحديث بشكل متتابع في نفس الباب، اشرت الى ذلك عند ذكر رقم اول رواية له، بوضع رقم اول رواية ورقم اخر رواية على النحو التالي مثلا: 57/58 ثم اضع ارقام باقي الروايات بين قوسين هكذا ( ) ثم اذكر ارقام المواضع التي يتكرر فيها، او اشير الى موضعه الاول، بعد اخر رواية تكررت على النحو المذكور.
واليك مثالين يوضحان ذلك:
- 57/58: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى، عن اسماعيل قال: حدثني قيس بن ابي حازم، عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة، وايتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم.
(58): حدثنا ابو النعمان قال: حدثنا ابو عوانة، عن زياد بن علاقة قال: سمعت جرير بن عبد الله يقول يوم مات المغيرة بن شعبة، قام فحمد الله واثنى عليه، وقال: عليكم باتقاء الله وحده لا شريك له، والوقار، والسكينة، حتى يايتكم امير، فانما ياتيكم الان. ثم قال: استعفوا لاميركم، فانه كان يحب العفو، ثم قال: اما بعد فاني اتيت النبي صلى الله عليه وسلم قلت: ابايعك على الاسلام، فشرط علي: (والنصح لكل مسلم). فبايعته على هذا، ورب هذا المسجد اني لناصح لكم. ثم استغفر ونزل.
[501، 1336، 2049، 2565، 2566، 6778].
- 147/148: حدثنا ابراهيم بن المنذر قال: حدثنا ابن عياض، عن عبيد الله، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن واسع بن حبان، عن عبد الله بن عمر قال: ارتقيت فوق ظهر بيت حفصة لبعض حاجتي، فرايت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي حاجته، مستدبر القبلة، مستقبل الشام.
(148): حدثنا يعقوب بن ابراهيم قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: اخبرنا يحيى، عن محمد بن يحيى بن حبان: ان عمه واسع بن حبان اخبره: ان عبد الله بن عمر اخبره قال: لقد ظهرت ذات يوم على ظهر بيتنا، فرايت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على لبنتين، مستقبل بيت المقدس.
[ر: 145].
ومن الامانة العلمية ان اقول هنا: ان الذي سهل لي عمل ذكر مواضع تكرار الحديث هو كتاب [فهارس البخاري] للشيخ رضوان محمد رضوان، جزاه الله عن المسلمين خيرا.
- 4 - شرح الالفاظ والجمل الغريبة الواردة في الحديث، مما يجعل الحديث واضح المعنى، لدى القارىء الذي يرغب ان يكتفي بالمعنى العام والظاهر للحديث.
وطريقتي في هذا ان اضع اسفل الصفحة رقم الحديث الوارد في الاصل، واذكر المفردة او الجملة المراد شرحها ضمن قوسين من هذا الشكل ( ) ثم يذكر بعدها الشرح، وينهى بنقطة، وهكذا افعل بكل مفردة او تركيب. والجدير بالذكر اني لا اكرر الشرح في الاحاديث المتكررة، بل اذكر ذلك عند ذكره اول مرة، الا اذا جاء في المكرر لفظ او تركيب لم يشرح من قبل، او لم يذكر، فيشرح في موطنه.
(يتبع...)
(تابع... 1): الحمد لله رب العالمين، الذي انزل على عبده الكتاب ليكون للعالمين... ...
هذا، والمعلوم ان متن الصحيح مشكول شكلا كاملا، وقد يكون للفظ ضبط او اكثر، فربما اكتفيت بشكله على ضبط واحد، وربما شكل على جميع الاوجه.
- 5 - ذكر سور الايات القرانية الواردة في الصحيح وارقامها في تلك السور، فاذا كانت الاية في الباب ذكرت ذلك في صلب المتن، واذا كانت في الحديث ذكرت ذلك في الحاشية عقب شرح الفاظها، وفي الغالب اتمم الاية او الايات المذكور جزء منها في الصحيح، اذا كان الموطن يستدعي ذلك، كما اني اذكر اللفظ القراني مع ذكر السورة والاية الذي كثيرا ما يشير اليه البخاري رحمه الله تعالى بذكر معناه ونحو ذلك، مع شرح المفردات او الجمل التي تحتاج الى شرح من الاية او الايات.
وطريقتي في شرح الفاظ وجمل الايات الواردة في الباب: ان اضع رقم الباب في الحاشية اسفل الصفحة، ثم اكتب ما اريد شرحه ضمن قوسين هكذا ( ) واشرح على النحو الذي مر في شرح الاحاديث، وكذلك افعل في اتمام الايات ان وجد ذلك، مع شرح ما يحتاج منها الى شرح.
والبخاري رحمه الله تعالى يكثر من ذكر الالفاظ القرانية وربما ضبطت على قراءة من القراءات، فاذا ضبطت على قراءة حفص لم انبه الى غيرها، واذا ضبطت على غير قراءة حفص نبهت الى قراءته غالبا، وربما ذكرت صاحب القراءة الاخرى وربما لم اذكره. واذا كانت القراءة شاذة ذكرت ذلك صراحة، وقولي: وفي قراءة وقرىء لا يعني انها قراءة شاذة.
- 6 - شرح الالفاظ والتراكيب التي لا تحتاج الى شرح، في الاثار التي يوردها البخاري في صحيحه، عن الصحابة والتابعين وغيرهم. وبالمناسبة: فان صحيح البخاري يمكن ان يعتبر كتاب حديث وفقه، لكثرة ما تضمنه من اراء فقهية، لكبار الصحابة والتابعين والائمة المجتهدين، وكثيرا ما يعطي البخاري رحمه الله تعالى رايه في المسالة، ويسطره في صحيحه.
وطريقتي في هذه الشروح كطريقتي في شرح الفاظ الايات، والتي سبق ذكرها ايضا.
وبهذه الشروح الموجزة، للاحاديث والايات والاثار، اكون قد وضعت يدي بين يدي المسلم، الراغب بالتعرف على السنة، والاطلاع على الاسلام من منابعه الاصلية، نسخة لهذا الكتاب الجليل، مشروحة بما يسد الحاجة ويلبي الرغبة، بحجم صغير لا يزيد عن حجم المتن كثيرا، بحيث يسهل تداوله واقتناؤه.
ومعتمدي في هذه الشروح: شروح البخاري، وفي مقدمتها [فتح الباري] لابن حجر العسقلاني، وغالبا ما اعتمد على [عمدة القاري] للعيني، و[ارشاد الساري] للقسطلاني، و[فتح المبدي] شرح مختصر الزبيدي، و[النهاية في غريب الحديث] لابن الاثير، وكتب التفسير، ومعاجم اللغة.
- 7 - يمتاز البخاري بتعليقاته، والتعليق: ان يحذف سند الحديث ويذكر المتن فقط، او يحذف بعض سند الحديث، وهذه التعليقات ربما اسندها البخاري في مواطن اخرى من صحيحه وربما لم يسندها، وقد تكون مسندة عند غيره من اصحاب كتب السنة.
فان كان البخاري رحمه الله تعالى اسند التعليق الذي ذكره في موطن اخر، اشرت الى موطن اسناده على النحو التالي: [ر: ] واضع رقمه الذي جاء به مسندا. وان كان فيه ما يحتاج الى شرح في هذا الموطن شرحته على الطريقة السابقة في شرح الايات والاثار. وان لم يسند البخاري رحمه الله تعالى هذا التعليق فاني اتركه دون ذكر من اسنده، واكتفي بشرح ما يحتاج فيه الى شرح.
- 8 - الاشارة الى الاحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم رحمها الله تعالى، وذلك بذكر موضع الحديث المتفق عليه في صحيح مسلم، بذكر الكتاب الذي يوجد فيه، وكذلك الباب والرقم المتسلسل له، في النسخة المرقمة بعمل محمد فؤاد عبد الباقي، رحمه الله تعالى وجزاه عن المسلمين خيرا، ويكون ذلك في الحاشية، بعد وضع رقم الحديث في البخاري وقبل شرح الفاظه. وللامانة العلمية اقول: ان الذي سهل لي هذا العمل الجليل ايضا: هو كتاب [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان] لمحمد فؤاد عبد الباقي، رحمه الله تعالى.
- 9 - واما العمل الذي له كبير الاهمية بالنسبة لخدمتي لهذا الكتاب، فهو الفهارس العلمية، التي سيفرد لها - بعون الله وتوفيقه 0 مجلد مستقل، وتححتوي هذه الفهارس على خدمة جليلة، تجعل الرجوع الى هذا الكتاب العظيم القدر سهلا بسيطا، كما تجعل الاستفادة منه وافرة ووافية، وتيسر السبيل لكل باحث في التفسير والسنة والفقه، وغير ذلك من العلوم الانسانية الاساسية، وتختصر الطريق لكل من كان له بغية في اصح كتاب في دين الله عز وجل بعد القران.
وسميت عملي هذا: (منحة الباري في خدمة صحيح البخاري).
والله تعالى اسال ان يسدد خطاي ويوفقني لخدمة دينه، ويرزقني الاخلاص وحسن العمل، ويمن علي بالعلماء العاملين، وطلاب العلم الصادقين، والمؤمنين المتقين، فيتكرموا علي بتوجيهاتهم وارشاداتهم ونصائحهم، خاصة وان الكتاب سيصدر - بعون الله وتوفيقه - على مجلدات متقاربة في زمن صدورها، فيمكن ان يتدارك ما في العمل من نقص او تقصير، بفضل التوجيهات الصادقة والنصائح المخلصة، وجزى الله تعالى الجميع خير الجزاء، ووفقنا جميعا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، والحمد لله رب العالمين.
- 6 محرم سنة 1397 هجرية.
- 27 كانون الاول سنة 1976 ميلادية.
مصطفى ديب البغا
ابو الحسن.
بسم الله الرحمن الرحيم.
|
3 |
1 |
ابواب |
1 - بدء الوحي.
|
قال الشيخ الامام الحافظ ابو عبد الله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن المغيرة البخاري رحمه الله تعالى امين:
|
4 |
40 |
ابواب |
2 - كتاب الايمان.
|
|
5 |
53 |
ابواب |
3 - كتاب العلم.
|
|
6 |
75 |
ابواب |
4 - كتاب الوضوء.
|
|
7 |
29 |
ابواب |
5 - كتاب الغسل.
|
وقول الله تعالى: {وان كنتم جنبا فاطهروا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون} /المائدة: 6/.
وقوله جل ذكره: {يا ايها الذين امنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا الا عابري سبيل حتى تغتسلوا وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم من الغائط او لمستم النساء فلم تجدوا ماء فتيموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم ان الله كان عفوا غفورا} /النساء: 43/.
[ش (جنبا) محدثين حدث اكبر، من جماع او خروج مني، او انقضاء حيض او نفاس. (فاطهروا) بالغوا في تطهير ابدانكم، ويكون ذلك بغسل جميع البدن. (على سفر) مسافرين. (الغائط) مكان قضاء الحاجة، اي وقد قضى حاجته. (لمستم النساء) وفي قراءة (لامستم) وكلاهما بمعنى اللمس، وهو الجس باليد او باي جزء من البشرة، وقيل: هو كناية عن الجماع. (فتيمموا) اقصدوا. (صعيدا طيبا) ترابا طاهرا. (من حرج) ضيق ومشقة. (وانتم سكارى) حال كونكم سكارى، جع سكران، وكان هذا قبل التحريم النهائي لشرب المسكر. (عابري سبيل) مجتازي طريق، اي مسافرين، وقيل: المراد النهي عن قربان مواضع الصلاة، وهي المساجد، حال الجنابة، الا عبورا من غير مكث].
|
8 |
29 |
ابواب |
6 - كتاب الحيض.
|
وقول الله تعالى: {ويسالونك عن المحيض قل هو اذى - الى قوله - ويحب المتطهرين} /البقرة: 222/.
[ش (ويسالونك عن المحيض) اي عن مخالطة المراة ومعاملتها حال الحيض، وهو في اللغة السيلان، وشرعا: سيلان دم من رحم المراة السليمة، في اوقات معتادة، وبخروجه لاول مرة تصير الانثى بالغة. (اذى) قذر ونجس. وتتمة الاية: {فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين}. (فاعتزلوا النساء) اتركوا مجامعتهن. (يطهرن) ينتهي حيضهن. (تطهرن) اغتسلن. (من حيث امركم الله) اي في الفرج وهو القبل، الذي امركم الله باعتزاله حال الحيض. (التوابين) الراجعين الى الله تعالى الملتزمين لامره ونهيه. (المتطهرين) المتنزهين عن الاقذار، والمتعففين الفحشاء].
|
9 |
7 |
ابواب |
7 - كتاب التيمم.
|
قول الله تعالى: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه} /المائدة: 6/.
[ش (فتيمموا) من التيممم، وهو في اللغة: القصد، وشرعا: قصد التراب واستعماله بصفة مخصوصة، وهي مسح الوجه واليدين به، لاستباحة الصلاة وما في معناها، مما يشترط فيه الطهر. (صعيدا) ترابا، والصعيد وجه الارض. (طيبا) طاهرا].
|
10 |
1 |
ابواب |
8 - كتاب الصلاة.
|
|
11 |
26 |
ابواب |
9 - ابواب الصلاة في الثياب.
|
|
12 |
5 |
ابواب |
10 - ابواب القبلة.
|
|
13 |
56 |
ابواب |
11 - ابواب المساجد.
|
|
14 |
19 |
ابواب |
12 - ابواب سترة المصلي.
|
|
15 |
39 |
ابواب |
13 - كتاب مواقيت الصلاة.
|
وقوله عز وجل: {ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} /النساء: 103/ وقته عليهم.
[ش (كتابا موقوتا) فرضا محدودا لا يجوز اخراجه عن وقته].
|
16 |
27 |
ابواب |
14 - كتاب الاذان
|
|
17 |
51 |
ابواب |
15 - كتاب الجماعة والامامة.
|
|
18 |
81 |
ابواب |
16 - كتاب صفة الصلاة
|
|
19 |
39 |
ابواب |
17 - كتاب الجمعة
|
|
20 |
6 |
ابواب |
18 - ابواب صلاة الخوف
|
|
21 |
26 |
ابواب |
19 - كتاب العيدين
|
|
22 |
6 |
ابواب |
20 - كتاب الوتر
|
|
23 |
26 |
ابواب |
21 - كتاب الاستسقاء
|
|
24 |
19 |
ابواب |
22 - كتاب الكسوف
|
|
25 |
12 |
ابواب |
23 - ابواب سجود القران
|
|
26 |
20 |
ابواب |
24 - ابواب تقصير الصلاة
|
|
27 |
23 |
ابواب |
25 - ابواب التهجد
|
|
28 |
19 |
ابواب |
26 - ابواب التطوع
|
|
29 |
18 |
ابواب |
27 - ابواب العمل في الصلاة.
|
|
30 |
9 |
ابواب |
28 - ابواب السهو.
|
|
31 |
97 |
ابواب |
29 - كتاب الجنائز.
|
|
32 |
68 |
ابواب |
30 - كتاب الزكاة
|
|
33 |
9 |
ابواب |
31 - ابواب صدقة الفطر
|
|
34 |
150 |
ابواب |
32 - كتاب الحج
|
|
35 |
20 |
ابواب |
33 - ابواب العمرة.
|
|
36 |
38 |
ابواب |
34 - ابواب الاحصار وجزاء الصيد.
|
|
37 |
11 |
ابواب |
35 - ابواب فضائل المدينة.
|
|
38 |
68 |
ابواب |
36 - كتاب الصوم
|
|
39 |
6 |
ابواب |
37 - كتاب صلاة التراويح.
|
|
40 |
19 |
ابواب |
38 - كتاب الاعتكاف.
|
|