1 |
3 |
احاديث |
(كتاب العلم).
|
******SPELL CHECK TILL HERE*******
قلت وعلى هذا جرى ايضا في شرح التقريب فانه عدله من الرواة مرتبين على حروف المعجم خمسا وستين بدون العشرة المبشرين وبهم يصل العدد الى ما ذكرناه وقد زاد غيره ممن رواه جماعة اخرين انظر شرح الاحياء وقد قالوا ان البخاري اخرجه في العلم من حديث علي والزبير بن العوام وانس بن مالك وسلمة ابن الاكوع وابي هريرة وفي الجنائز من حديث المغيرة بن شعبة وفي اخبار بني اسرائيل من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وفي مناقب قريش من حديث واثلة بن الاسقع لكن ليس هو بلفظ الوعيد بالنار صريحا واتفق مسلم معه على تخريج حديث علي وانس وابي هريرة والمغيرة اخرجه مسلم من حديث ابي سعيد الخدري ايضا وصح ايضا في غيرهما من حديث عثمان بن عفان وابن مسعود وابن عمر وابي قتادة وجابر وزيد بن ارقم وورد باسانيد حسان من حديث طلحة ابن عبيد الله وسعيد بن زيد وابي عبيدة بن الجراح وسعد بن ابي وقاص ومعاذ بن جبل وعقبة بن عامر وعمران بن حصين وابن عباس وسلمان الفارسي ومعاوية بن ابي سفيان ورافع بن خديج وطارق الاشجعي والسائب بن يزيد وخالد بن عرفطة وابي امامة وابي قرصافة وابي موسى الغافقي وعائشة فهؤلاء ثلاث وثلاثون نفسا من الصحابة وورد ايضا على نحو من خمسين غيرهم باسانيد ضعيفة متماسكة وعن نحو من عشرين اخرين باسانيد ساقطة وقد جمع الحافظ ابن حجر طرقه في جزء ضخم واعتنى جماعة من الحفاظ قبله بجمع طرقه اولهم علي بن المديني وتبعه يعقوب بن شيبة فقال روى هذا الحديث من عشرين وجها عن الصحابة من الحجازيين وغيرهم ثم ابراهيم الحربي وابو بكر الرازي فقال كل منهما انه ورد من حديث اربعين من الصحابة وجمع طرقه في ذلك العصر ابو محمد يحيى بن محمد بن صاعد فزاد قليلا وقال ابو بكر الصيرفي في شارح رسالة الشافعي رواه ستون نفسا من الصحابة وجمع طرقه الطبراني فزاد قليلا وقال ابو القاسم ابن منده رواه اكثر من ثمانين نفسا وقد خرجها بعض النيسابوريين فزادت قليلا وجمع طرقه ابن الجوزي في مقدمة كتاب الموضوعات في النسخة الاولى فاوصل رواته الى احد وستين صحابيا في النسخة الثانية وهي اطول من الاولى فجاوز التسعين وبذلك جزم ابن دحية فيما نقله عنه في فتح الباري وتبعه السخاوي وفي نقل المناوي عنه انه جاء من نحو اربعمائة طريق ولابد من تاويله وقال ابو موسى المديني يرويه نحو مائة من الصحابة وجمعها بعده الحافظان ابو الحجاج يوسف بن خليل الدمشقي المعروف بالمزي وابو علي البكري وهما متعاصران فوقع لكل ما ليس عند الاخر وتحصل من مجموع ذلك كله رواية مائة من الصحابة على ما فصلناه من صحيح وحسن وضعيف وساقط مع ان فيها ما هو في مطلق ذم الكذب عليه من غير تقييد بهذا الوعيد الخاص وذكر العراقي في الفيته ان رواته من الصحابة نيفوا اي زادوا على مائة قال في فتح المغيث باثنين قال وذلك بالنظر لمجموع ما عندهم اهـ.
ونقل النووي في مقدمة شرح مسلم عن بعضهم انه رواه مائتان من الصحابة قال في فتح المغيث واستبعد المصنف يعني العراقي ذلك ووجهه غيره بانه في مطلق الكذب كحديث من حدث عني بحديث يرى انه كذب فهو احد الكاذبين ونحوه ولعله كما قال شيخنا سبق قلم من مائة اهـ.
وقال الحافظ برهان الدين الحلبي في الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث قال شيخنا الحافظ العراقي القول بانه روى هذا الحديث مائتان من الصحابة استبعد انا وقوعه قال وذكر شيخنا ايضا الصحابة الذين رووه على حروف المعجم في كتاب النكت على ابن الصلاح فيما قراته عليه وقال فهؤلاء خمسة وسبعون ويصح من نحو عشرين واتفق الشيخان على حديث اربعة منهم اهـ.
وقال السيوطي في شرحه للالفية المصطلح للعراقي قال جماعة انه رواه اكثر من مائة من الصحابة قال العراقي وليس في هذا المتن بعينه ولكنه في مطلق الكذب والخاص بهذا المتن رواية بضع وسبعين قال اعني السيوطي وقد سقت اسماءهم في شرح التقريب والتاليف الذي جمعته في الاحاديث المتواترة اهـ.
وفي الترغيب والترهيب للمنذري هذا الحديث روى عن غير واحد من الصحابة في الصحاح والسنن والمسانيد وغيرها حتى بلغ التواتر اهـ.
وممن اطلق عليه التواتر ابن الصلاح والنووي والعراقي وغيرهم وكلام ابن الصلاح مشعر باختصاصه بكونه مثالا للمتواتر وقال بعضهم لا يوجد متواتر متفق على تواتره غيره ونقل عن بعض الحفاظ والمراد ابن الجوزي في مقدمة احد النسختين من كتاب الموضوعات له انه لا يعرف حديث رواه اكثر من ستين صحابيا الا هذا ولا حديث اجتمع على روايته العشرة المبشرة الا هو واعترض الكل اعني (1) كونه متواترا (2) وكون التواتر مختصا به (3) وكونه رواه العشرة (4) وكونه مختصا بروايتهم وبرواية اكثر من ستين من الصحابة اما الاول فقال في الفتح بعد كلام ما نصه ولاجل كثرة طرقه اطلق عليه جماعة انه متواتر ونازع بعض مشايخنا في ذلك قال لان شرط المتواتر استواء طرفيه وما بينهما في الكثرة وليست موجودة في كل طريق منها بمفردها واجيب بان المراد باطلاق كونه متواترا رواية المجموع عن المجموع من ابتدائه الى انتهائه في كل عصر وهذا كاف في افادة العلم وايضا فطريق انس وحدها قد رواها عنه العدد الكثير وتواترت عنهم وحديث علي رواه عنه ستة من مشاهير التابعين وثقاتهم وكذا حديث ابن مسعود وابي هريرة وعبد الله بن عمرو فلو قيل في كل منها انه متواتر عن صحابية لكان صحيحا فان العدد المعين لا يشترط في المتواتر بل ما افاد العلم كفى والصفات العلية في الرواة تقوم مقام العدد او تزيد عليه كما قررته في نكت علوم الحديث وفي شرح نخبة الفكر وبينت هناك الرد على من ادعى ان مثال المتواتر لا يوجد الا في هذا الحديث وبينت ان امثلته كثيرة اهـ.
واما الثاني فتقدم رده عن ابن حجر في شرح النخبة وغيره وعن السيوطي والسخاوي واما الثالث فقال في فتح المغيث نازع غير واحد في اجتماع العشرة على روايته واجيب بان الطرق عن العشرة موجودة في مقدمة الموضوعات لابن الجوزي ومنهم ابن عوف في النسخة الاخيرة منها وكذا هي موجودة عند من بعده والثابت منها كما سياتي اي في كلامه من الصحاح علي والزبير ومن الحسان طلحة وسعد وسعيد وابو عبيدة ومن الضعيف المتماسك طريق عثمان وبقيتها ضعيف او ساقط وعلى كل حال فقد وجدت في الجملة اهـ.
وما ذكره من ان طريق عثمان من الضعيف المتماسك خلاف ما لشيخه في الفتح فانه عدها من الصحيح كما تقدم تبعا له وهو الصواب فان حديث عثمان رواه احمد في مسند عثمان من مسنده في موضعين بلفظين الاول منهما عن اسحاق بن عيسى وشريح وحسين عن عبد الرحمان ابن ابي الزناد وهو صدوق عن ابيه وهو ثقة عن عامر بن سعد وهو ثقة ايضا عن عثمان والثاني عن عبد الكبير بن عبد المجيد وهو ثقة عن عبد الحميد بن جعفر وهو صدوق عن ابيه وهو ثقة عن محمود بن لبيد وهو صحابي صغير عن عثمان وبمجموع الطريقين يحكم على حديثه بالصحة واما الرابع فقال العراقي في شرحه لالفيته ما نقله ابن الصلاح من تخصيص هذا الحديث بهذا العدد ورواية العشرة منقوض بحديث المسح على الخفين فقد ذكر ابو القاسم عبد الرحمان بن محمد بن اسحاق بن منده في كتابه المستخرج انه رواه اكثر من ستين صحابيا ومنهم العشرة وروى عن الحسن انه قال حدثني سبعون من اصحاب رسول الله بالمسح على الخفين وجعله ابن عبد البر متواترا وايضا فحديث رفع اليدين قد عزاه غير واحد منهم ابن منده المذكور والحاكم الى العشرة وجعل ذلك من خصوصياته اهـ.
قال في فتح المغيث وكذا الوضوء من مس الذكر قيل ان رواته زادت على ستين وكذلك الوضوء مما مست النار وعدمه اهـ.
واجاب السيوطي في شرحه لالفية العراقي بان مراد ابن الصلاح وابن الجوزي ان ذلك لم يقع في متن خاص بلفظة الا في متن من كذب قال واما قصة مسح الخف ورفع اليدين فانها قصص مختلفة واحاديث متغايرة تضمنت ذلك الحكم من المسح والرفع لا انه حديث واحد اتفقوا على روايته ومثل ذلك هو المسمى في الاصول بالتواتر المعنوي ومقابله اللفظي ولا يوجد قط بعد حديث من كذب حديث اتفق على روايته بلفظ واحد العشرة وستون صحابيا ولا نصفهما نعم ما يقارب ذلك كحديث انزل القران على سبعة احرف رواه نحو الثلاثين في احاديث اخر افردتها بتاليف اهـ.
وبه يجاب ايضا عما زاده في فتح المغيث وانظر شرح الاحياء للشيخ مرتضى الزبيدي فقد اطال في هذا الحديث في الباب الثالث من كتاب العلم والله سبحانه وتعالى اعلم.
|