الاذكار النووية

الاذكار النووية

متسلسل الكتب العنوان الوصف
1 10 ترجمة مؤلف كتاب الاذكار بسم الله الرحمن الرحيم. يحيى بن شرف النووي (1) ---------- (1) طبقات السبكي 8/395ـ 400، وتذكرة الحفاظ 4/1470 ـ 1474، والبداية والنهاية 13/278، ومعجم المؤلفين 13/202، و"الاهتمام بترجمة الامام النووي شيخ الاسلام"؛ للسخاوي. والنووي؛ للشيخ علي الطنطاوي. والامام النووي؛ للشيخ عبد الغني الدقر. والمنهاج السوي في ترجمة محيي الدين النووي؛ للسيوطي. طبعة دار التراث الاولى 1409 هـ تحقيق: د. محمد العيد الخطراوي. ----------
2 1 مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم {فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة:152] الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مقدر الاقدار، مصرف الامور، مكور الليل (1) على النهار، تبصرة لاولي القلوب والابصار، الذي ايقظ من خلقه ومن اصطفاه فادخله في جملة الاخيار، ووفق من اجتباه من عبيده فجعله من المقربين الابرار، وبصر من احبه فزهدهم (2) في هذه الدار، فاجتهدوا في مرضاته والتاهب لدار القرار، واجتناب ما يسخطه والحذر من عذاب النار، واخذوا انفسهم بالجد في طاعته وملازمة ذكره بالعشي والابكار، وعند تغاير الاحوال وجميع اناء الليل والنهار، فاستنارت قلوبهم بلوامع الانوار، احمده ابلغ الحمد على جميع نعمه، واساله المزيد من فضله وكرمه. واشهد ان لا اله الا الله العظيم، الواحد الصمد العزيز الحكيم؛ واشهد ان محمدا عبده ورسوله، وصفيه وحبيبه وخليله، افضل المخلوقين، واكرم السابقين واللاحقين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر النبيين، وال كل وسائر الصالحين. اما بعد: فقد قال الله العظيم العزيز الحكيم: {فاذكروني اذكركم} [البقرة:152] وقال تعالى: {وما خلقت الجن والانس الا ليعدون} [الذاريات:56] فعلم بهذا ا من افضل ـ او افضل ـ حال العبد، حال ذكره رب العالمين، واشتغاله بالاذكار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين. وقد صنف العلماء رضي اللهع عنهم في عمل اليوم والليلة والدعوات والاذكار كتبا كثيرة معلومة عند العارفين، ولكنها مطولة بالاسانيد والتكرير، فضعفت عنها همم الطالبين، فقصدت تسهيل ذلك على الراغبين، فشرعت في جمع هذا الكتاب مختصرا مقاصد ما ذكرته تقريبا للمعتنين، واحذف الاسانيد في معظمه لما ذكرته من ايثار الاختصار، ولكونه موضوعا للمتعبدين، وليسوا الى معرفة الاسانيد (3) متطلعين، بل يكرهونه وان قصر الا الاقلين، ولان المقصود به معرفة الاذكار والعمل بها، وايضاح مظانها للمسترشدين، واذكر ان شاء الله تعالى بدلا من الاسانيد ما هو اهم منها مما يخل به غالبا، وهو بيان صحيح (4) الاحاديث وحسنها وضعيفها ومنكرها، فانه مما يفتقر الى معرفته جميع الناس الا النادر من المحدثين، وهذا اهم ما يجب الاعتناء به، وما يحققه الطالب من جهة الحفاظ المتقنين، والائمة الحذاق المعتمدين، واضم اليه ان شاء الله الكريم جملا من النفائس من علم الحديث، ودقائق الفقه، ومهمات القواعد، ورياضات النفوس، والاداب التي تتاكد معرفتها على السالكين. واذكر جميع ما اذكره موضحا بحيث يسهل فهمه على العوام والمتفقهين. وقد روينا في صحيح مسلم (5) ، عن ابي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: %"من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا". فاردت مساعدة اهل الخير بتسهيل طريقه والاشارة اليه، وايضاح سلوكه والدلالة عليه، واذكر في اول الكتاب فصولا مهمة يحتاج اليها صاحب هذا الكتاب وغيره من المعتنين، واذا كان في الصحابة من ليس مشهورا عند من لا يعتني بالعمل نبهت عليه فقلت: روينا عن فلان الصحابي، لئلا يشك قي صحبته. واقتصر في هذا الكتاب على الاحاديث التي في الكتب المشهورة التي هي اصول الاسلام وهي خمسة: صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن ابي داود، والترمذي، والنسائي. وقد اروي يسيرا من الكتب المشهورة غيرها. واما الاجزاء والمسانيد فلست انقل منها شيئا الا في نادر من المواطن، ولا اذكر من الاصول المشهورة ايضا من الضعيف الا النادر مع بيان ضعفه، وانما اذكر فيه الصحيح (6) غالبا، فلهذا ارجو ان يكون هذا الكتاب اصلا معتمدا. ثم لا اذكر في الباب من الاحاديث الا ما كانت دلالته ظاهرة في المسالة. والله الكريم اسال التوفيق والانابة والاعانة والهداية والصيانة، وتيسير ما اقصده من الخيرات، والدوام على انواع المكرمات، والجمع بيني وبين احبابي في دار كرامته وسائر وجوه المسرات. وحسبي الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم، ما شاء الله لا قوة الا بالله، توكلت على الله، اعتصمت بالله، استعنت بالله، وفوضت امري الى الله، واستودعت الله ديني ونفسي ووالدي واخواني واحبائي وسائر من احسن الي وجميع المسلمين وجميع ما انعم به علي وعليهم من امور الاخرة والدنيا، فانه سبحانه اذا استودع شيئا حفظه ونعم الحفيظ. (1) "مكور الليل..": وهو مقتبس من الاية الكريمة: {يكور الليل على النهار}[الزمر:5] ومعناها: يلف الليل على النهار لف اللباس على اللابس فيستره، فتظهر الظلمة. وفي تفسير الواحدي: يكور الليل على النهار: يدخل هذا على هذا، والتكوير: هو طرح الشيء بعضه على بعض. (2) في "ب": "فزهده..". (3) "الاسانيد": جمع اسناد، وهو الاخبار عن طريق المتن، والسند رجاله، وقيلب هما بمعنى. (4) " صحيح الاحاديث" قال ابن علان ـ رحمه الله تعالى ـ ما خلاصته: "الصحيح في الاصل من اوصاف الاجسام، ثم جعل وصفا للحديث. ثم هو قسمان: صحيح لذاته، وهو ما اتصل سنده برواية العدل الضابط عن مثله الى منتهاه من غير شذوذ ولا علة قادحة. وصحيح لغيره، وهو ما كان راويه دون ذلك في الضبط والاتقان، فيكون حديثه في مرتبة الحسن، فيرتقي بعدد طرقه الى الصحة، ويقال له: صحيح لغيره. والحسن قسمان كذلك: حسن لذاته، وهو الذي عرفه الخطابي بقوله: ان يكون راويه مشهورا بالصدق والامانة، لكن لم يبلغ درجة الصحيح؛ لقصور راويه عن رواة الصحيح في الحفظ والاتقان، وهو مرتفع عن حال من يعد تفرده منكرا. وحسن لغيره، وهو الذي عرفه الترمذي بقوله: ان لا يخلو الاسناد من مستور لم تتحقق اهليته، وليس مغفلا كثير الخطا فيما يرويه، ولا هو متهم بالكذب في الحديث، ولا ظهر منه سبب اخر مفسق، ويكون الحديث معروفا برواية مثله او نحوه، من وجه اخر، ولا بد للحكم بحسن الحديث مطلقا سلامته من العلة القادحة والشذوذ. والضعيف ما فقد فيه شرط من شروط القبول الشاملة للصحيح والحسن من الاتصال والعدالة والضبط وعدم الشذوذ والعلة القادحة، وهو انواع منها الشاذ والمنكر.." الفتوحات الربانية 1/23ـ24. (5) مسلم (2674) ، وابو داود (4609) ، والترمذي (2676) ، والموطا 1/218. (6) قال ابن علان = "قوله الصحيح" المراد منه ما يشمل الصحيح لغيره، بل والحسن، فيراد من الصحيح المقبول، وقد اطلق كثير عليه الصحيح. [فصل]: في الامر بالاخلاص وحسن النيات في جميع الاعمال الظاهرات والخفيات. قال الله تعالى: {وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء} [البينة:5] وقال تعالى: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم}[الحج:37] قال ابن عباس رضي الله عنهما: معناه ولكن يناله النيات. اخبرنا شيخنا الامام الحافظ ابو البقاء خالد بن يوسف بن الحسن بن سعد بن الحسن بن المفرج بن بكار المقدسي النابلسي ثم الدمشقي رضي الله عنه، اخبرنا ابو اليمن الكندي، اخبرنا محمد بن عبد الباقي الانصاري، اخبرنا ابو محمد الحسن بن علي الجوهري، اخبرنا ابو الحسين محمد بن المظفر الحافظ، اخبرنا ابو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي، حدثنا ابو نعيم عبيد بن هشام الحلبي، حدثنا ابن المبارك، عن يحيى بن سعيد ـ هو الانصاري ـ عن محمد بن ابراهيم التيمي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: %"انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله، ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امراة ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه". هذا حديث متفق (1) على صحته، مجمع على عظم موقعه وجلالته، وهو احد الاحاديث التي عليها مدار الاسلام؛ وكان السلف وتابعوهم من الخلف رحمهم الله تعاالى يستحبون استفتاح المصنفات بهذا الحديث، تنبيها للمطالع (2) على حسن النية، واهتمامه بذلك والاعتناء به. روينا عن الامام ابي سعيد عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى: منن اراد ان يصنف كتابا فليبدا بهذا الحديث. وقال الامام ابو سليمان الخطابي رحمه الله: كان المتقدمون من شيوخنا يستحبون تقديم حديث الاعمال بالنية امام كل شيء ينشا ويبتدا من امور الدين لعموم الحاجة اليه في جميع انواعها. وبلغنا عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال: انما يحفظك الرجل على قدر يته. وقال غيره: انما يعطى الناس على قدر نياتهم. وروينا عن السيد (3) الجليل ابي علي الفضيل بن عياض رضي الله عنه قال: ترك العمل لاجل الناس رياء، والعمل لاجل الناس شرك، والاخلاص ان يعافيك الله منهما. وقال الامام الحارث المحاسبي رحمه الله: الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من اجل صلاح قلبه، ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حس عمله ولا يكره ان يطلعض الناس على السيء من عمله. وعن حذيفة المرعشي رحمه الله قال: الاخلاص ان تستوي افعال العبد في الظاهر والباطن. وروينا عن الامام الاستاذ ابي القاسم القشيري رحمه الله قال: الاخلاص افراد الحق سبحانه وتعالى في الطاعة بالقصد، وهو ان يريد بطاعته التقرب الى الله تعالى دون شيء اخر: من تصنع لمخلوق، او اكتساب محمدة عند الناس، او محبة مدح من الخلق او معنى من المعاني سوى التقرب الى الله تعالى. وقال السيد الجليل ابو محمد سهل بن عبد الله التستري رضي الله عنه: نظر الاكياس في تفسير الاخلاص فلم يجدوا غير هذا: ان يكون حركته وسكونه في سره وعلانيته لله تعالى، ولا يمازجه نفس ولا هوى ولا دنيا. وروينا عن الاستاذ ابي علي الدقاق رضي الله عنه قال: الاخلاص: التوقي عن ملاحظة الخلق، والصدق: التنقي عن مطاوعة النفس، فالمخلص لا رياء له، والصادق لا اعجاب له. وعن ذي النون المصري رحمه الله قال: ثلاث من علامات الاخلاص: استواء المدح والذم من العامة، ونسيان رؤية الاعمال في الاعمال، واقتضاء ثواب العمل في الاخرة. وروينا عن القشيري رحمه الله قال: اقل الصدق استواء السر والعلانية. وعن سهل التستري: لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه او غيره، واقوالهم في هذا غير منحصرة، وفيما اشرت اليه كفاية لمن وفق. (1) البخاري (1) ، ومسلم (1907) ، وابو داود (2201) والترمذي (1647) ، والنسائي 1/59ـ60. (2) في هامش "ا": "تنبيها للطالب...". (3) "عن السيد": فيه اطلاق السيد على غير الله، وهو جائز، وعن النحاس كراهته اذا كان بالا. الفتوحات الربانية 1/68. [فصل]: اعلم انه ينبغي لمن بلغه شيء في فضائل الاعمال ان يعمل به ولو مرة واحدة ليكون من اهله، ولا ينبغي ان يتركه مطلقا بل ياتي بما تيسر منه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته: %"اذا امرتكم بشيء فاتوا منه ما استطعتم" (1) [فصل]: قال العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم: يجوز ويستحب العمل في الفضائل والترغيب والترهيب بالحديث الضعيف ما لم يكن موضوعا (2) ، واما الاحكام كالحلال والحرام والبيع والنكاح والطلاق وغير ذلك فلا يعمل فيها الا بالحديث الصحيح او الحسن الا ان يكون في احتياط في شيء من ذلك، كما اذا ورد حديث ضعيف بكراهة بعض البيوع او الانكحة، فان المستحب ان يتنزه عنه ولكن لا يجب. وانما ذكرت هذا الفصل لانه يجيء في هذا الكتاب احاديث انص على صحتها او حسنها او ضعفها، او اسكت عنها لذهول عن ذلك او غيره، فاردت ان تتقرر هذه القاعدة عند مطالع هذا الكتاب. (1) البخاري (7288) ، ومسلم (1337) ، والترمذي (2681) ، والنسائي 5/110. ولفظه: "دعوني ما تركتكم، انما اهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم واختلافهم على انبيائهم، فاذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، واذا امرتكم بامر فاتوا منه ما استطعتم". (2) "ما لم يكن موضوعا": قال ابن علان ـ رحمه الله تعالى ـ: "وفي معناه شديد الضعف، فلا يجوز العمل بخبر من انفرد من كذاب ومتهم، وبقي للعمل بالضعيف شرطان: ان يكون له اصل شاهد لذلك؛ كاندراجه في عموم او قاعدة كلية، وان لا يعتقد عند العمل به ثبوته، بل يعتقد الاحتياط" الفتوحات الربانية: 1/84. [فصل]: اعلم انه كما يستحب الذكر يستحب الجلوس في حلق اهله، وقد تظاهرت الادلة على ذلك، وسترد في مواضعها ان شاء الله تعالى، ويكفي في ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: %قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟! قال: حلق الذكر، فان لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فاذا اتوا عليهم حفوا بهم" (1) . وروينا في صحيح مسلم (2) ، عن معاوية رضي الله عنه انه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على حلقة من اصحابه فقال: "ما اجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا، قال: الله ما اجلسكم الا ذاك؟ قالوا: والله، ما اجلسنا الا ذاك، قال: اما اني لم استحلفكم تهمة لكم، ولكنه اتاني جبريل فاخبرني ان الله تعالى يباهي بكم الملائكة". وروينا في صحيح مسلم (3) ايضا، عن ابي سعيد الخدري وابي هريرة رضي الله عنهما: انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: %"لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى فيمن عنده". [فصل]: الذكر يكون بالقلب، ويكون باللسان، والافضل منه ما كان بالقلب واللسان جميعا، فان اقتصر على احدهما فالقلب افضل، ثم لا ينبغي ان يترك الذكر باللسان مع القلب خوفا من ان يظن به الرياء، بل يذكر بهما جميعا ويقصد به وجه الله تعالى، وقد قدمنا عن الفضيل رحمه الله: ان ترك العمل لاجل الناس رياء. ولو فتح الانسان عليه باب ملاحظة الناس، والاحتراز من تطرق ظنونهم الباطلة لا نسد عليه اكثر ابواب الخير، وضيع على نفسه شيئا عظيما من مهمات الدين، وليس هذا طريق (4) العارفين. وروينا في صحيحي البخاري ومسلم (5) ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: نزلت هذه الاية {ولاتجهر بصلاتك ولا تخافت بها} [الاسراء:110] في الدعاء. (1) قال الحافظ ابن حجر في اماليه على الاذكار: "لم اجده من حديث ابن عمر ولا بعضه لا في الكتب المشهورة ولا الاجزاء المنثورة، ولكن وجدته من حديث انس بمعناه مختصرا"، وذكر السيوطي ـ رحمه الله تعالى ـ في "تحفة الابرار بنكت الاذكار" ورقة 3: "واراد ـ اي النووي رحمه الله ـ ان يقول: حديث انس؛ فسبق قلمه الى ابن عمر". (2) مسلم (2701) ، والترمذي (3376) ، والنسائي 8/249، ومعنى "يباهي بكم ملائكته": يظهر فضلكم لهم، ويريهم حسن عملكم، ويثني عليكم عندهم. (3) مسلم (2700) والترمذي (3587) ومعنى "غشيتهم الرحمة": اي غطتهم من كل جهة: و"السكينة" هي المذكورة في قوله تعالى: {هو الذي انزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا}[الفتح:4]. (4) كذا في "ا" وفي "ب": طريقة. (5) البخاري (4723) ، ومسلم (447) ، والموطا 1/218. [فصل]: اعلم ان فضيلة الذكر غير منحصرة في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير ونحوها، بل كل عامل لله تعالى بطاعة فهو ذاكر لله تعالى، كذا قاله سعيد بن جبير رضي الله عنه زغيره من العلماء. وقال عطاء رحمه الله: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج، واشباه هذا. [فصل]: قال الله تعالى: {ان المسلمين والمسلمات} الى قوله تعالى: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما} [الاحزاب:35]. وروينا في صحيح مسلم (1) ، عن ابي هريرة رضي الله عنه؛ ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: %"سبق المفردون، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟! قال: الذاكرون الله كثيرا والذاكرات". قلت: روي المفردون بتشديد الراء وتخفيفها، والمشهور الذي قاله الجمهور التشديد. واعلم ان هذه الاية الكريمة (2) مما ينبغي ان يهتم بمعرفتها صاحب هذا الكتاب. وقد اختلف في ذلك، فقال الامام ابو الحسن الواحدي: قال ابن عباس: المراد يذكرون الله في ادبار الصلوات، وغدوا وعشيا، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا او راح من منزله ذكر الله تعالى. وقال مجاهد: لا يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات حتى يذكر الله قائما وقاعدا ومضطجعا. وقال عطاء: من صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قول الله تعالى: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات} هذا نقل الواحدي. وقد جاء في حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: %"اذا ايقظ الرجل اهله من الليل فصليا ـ او صلى ـ ركعتين جميعا كتبا في الذاكرين الله كثيرا والذاكرات" هذا حديث مشهور رواه ابو داود والنسائي وابن ماجه في سننهم. وسئل الشيخ الامام ابو عمر بن الصلاح رحمه الله عن القدر الذي يصير به من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، فقال: اذا واظب على الاذكار الماثورة (4) المثبتة صباحا ومساء في الاوقات والاحوال المختلفة ليلا ونهارا، وهي مبينة في كتاب عمل اليوم والليلة (5) ، كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات، والله اعلم. (1) مسلم (2676) ، والترمذي (3590) ، و"المفردون": المراد بهم: الذين تفردوا واستقلوا عن غيرهم بذكر الله عزوجل. وفي هامش "ا": "المفردون" بفتح الراء وكسرها، والكسر اشهر، هم الذين استولى عليهم الذكر، فافردهم عن كل شيء الا عن ذكر الله سبحانه وتعالى، فهم يفردونه بالذكر، ولا يضمون اليه سواه. (2) المراد بالاية هنا هي قوله تعالى: {والذاكرين الله كثيرا والذاكرات، اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما} [الاحزاب:35]. (3) ابو داود (1309) ، والنسائي في الكبرى، وابن ماجه (1335) . وقال الحافظ ابن حجر في تخريجه: مراد الشيخ بقوله: حديث مشهور؛ شهرته على الالسنة، لا انه مشهور بالمعنى الاصطلاحي؛ اذ هو من افراد علي بن الاقمر عن الاغر. ثم قال: رواه ابو داود ومن ذكر كما قال، لكنهم ذكروا ابا هريرة مع ابي سعيد، فما ادري لم حذفه، فانهما عند جميع من اخرجه مرفوعا، واما من افرد ابا سعيد فانه اخرجه موقوفا. الفتوحات الربانية 1/122. (4) "الماثورة": ما اثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويقدم عند التعارض الاصح اسنادا. (5) "كتاب عمل اليوم والليلة": اي في الكتب المؤلفة في ذلك، ككتاب "عمل اليوم والليلة" للنسائي، وكتاب "عمل اليوم والليلة" لابن السني. [فصل]: اجمع العلماء على جواز الذكر بالقلب واللسان للمحدث والجنب والحائض والنفساء، وذلك في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم والدعاء وغير ذلك. ولكن قراءة القران حرام على الجنب والحائض والنفساء، سواء قرا قليلا او كثيرا حتى بعض اية، ويجوز لهم اجراء القران على القلب من غير لفظ، وكذلك النظر في المصحف، وامراره على القلب. قال اصحابنا: ويجوز للجنب والحائض ان يقولا عند المصيبة: {انا لله وانا اليه راجعون}، وعند ركوب الدابة: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} (1) ، وعند الدعاء: {ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار}، اذا لم يقصدا به القران، ولهما ان يقولا: بسم الله، والحمد لله، اذا لم يقصدا القران، سواء قصدا الذكر او لم يكن لهما قصد، ولا ياثمان الا اذا قصدا القران، ويجوز لهما قراءة ما نسخت تلاوته "كالشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما". واما اذا قالا لانسان: خذ الكتاب بقوة، او قالا: ادخلوها بسلام امنين، ونحو ذلك، فان قصدا غير القران لم يحرم، واذا لم يجدا الماء تيمما وجاز لهما القراءة، فان احدث بعد ذلك لم تحرم عليه القراءة كما لو اغتسل ثم احدث. ثم لا فرق بين ان يكون تيممه لعدم الماء في الحضر او في السفر، فله ان يقرا القران بعده وان احدث. وقال بعض اصحابنا: ان كان في الحضر صلى به وقرا به في الصلاة، ولا يجوز ان يقرا خارج الصلاة، والصحيح جوازه كما قدمناه، لان تيممه قام مقام الغسل. ولو تيمم الجنب ثم راى ماء يلزمه استعماله فانه يحرم عليه القراءة وجميع ما يحرم على الجنب حتى يغتسل. ولو تيمم وصلى وقرا ثم اراد التيمم لحدث او لفريضة اخرى او لغير ذلك لم تحرم عليه القراءة. هذا هو المذهب الصحيح المختار، وفيه وجه لبعض اصحابنا انه يحرم، وهو ضعيف. اما اذا لم يجد الجنب ماء ولا ترابا فانه يصلي لحرمة الوقت على حسب حاله، وتحرم عليه القراءة خارج الصلاة، ويحرم عليه ان يقرا في الصلاة ما زاد على الفاتحة. وهل تحرم الفاتحة؟ فيه وجهان: اصحهما لا تحرم بل تجب، فان الصلاة لا تصح الا بها، وكما جازت الصلاة للضرورة تجوز القراءة. والثاني تحرم، بل ياتي بالاذكار التي ياتي بها من لا يحسن شيئا من القران. وهذه فروع رايت اثباتها هنا لتعلقها بما ذكرته، فذكرتها مختصرة والا فلها تتمات وادلة مستوفاة في كتب الفقه، والله اعلم. (1) "مقرنين": اي مطيقين. قال ابن علان: ويضم اليها الاية الاخرى {وانا الى ربنا لمنقلبون} اي: مبعوثون. الفتوحات الربانية:1/130. [فصل]: ينبغي ان يكون الذاكر على اكمل الصفات، فان كان جالسا في موضع استقبل القبلة وجلس متذللا متخشعا بسكينة ووقار، مطرقا راسه، ولو ذكر على غير هذه الاحوال جاز ولا كراهة في حقه، لكن ان كان بغير عذر كان تاركا للافضل. والدليل على عدم الكراهة قول الله تعالى: {ان في خلق السموات والارضض واختلاف الليل والنهار لايات لاولي الالباب. الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والارض..}[ال عمران: 190ـ 191]. وثبت في الصحيحين (1) ، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكىء في حجري وانا حائض فيقرا القران. رواه البخاري ومسلم. وفي رواية: وراسه في حجري وانا حائض (2) . وجاء عن عائشة رضي الله عنها ايضا قالت: اني لاقرا حزبي وانا مضطجعة على السرير. [فصل]: وينبغي ان يكون الموضع الذي يذكر فيه خاليا (3) نظيفا (4) ، فانه اعظم في احترام الذكر المذكور، ولهذا مدح الذكر في المساجد والمواضع الشريفة. وجاء عن الامام الجليل ابي ميسرة رضي الله عنه قال: لا يذكر الله تعالى الا في مكان طيب. وينبغي ايضا ان يكون فمه نظيفا، فان كان فيه تغير ازاله بالسواك، وان كان فيه نجاسة ازالها بالغسل بالماء، فلو ذكر ولم يغسلها فهو مكروه ولا يحرم، ولو قرا القران وفمه نجس كره، وفي تحريمه وجهان لاصحابنا: اصحهما لا يحرم. [فصل]: اعلم ان الذكر (5) محبوب في جميع الاحوال الا في احوال ورد الشرع باستثنائها نذكر منها هننا طرفا، اشارة الى ما سواه مما سياتي في ابوابه ان شاء الله تعالى. فمن ذلك انه يكره الذكر حالةض الجلوس على قضاء الحاجة، وفي حالة الجماع، وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوتض الخطيب، وفي القيام في الصلاة، بل يشتغل بالقراءة، وفي حالة النعاس. ولا يكره في الطريق ولا في الحمام، والله اعلم. (1) البخاري (297) ، ومسلم (301) . (2) البخاري (7549) . (3) "خاليا": اي عن كل ما يشغل البال، ويحصل من وجوه الاشتغال والوسواس. (4) "نظيفا" طاهرا من سائر الادناس فضلا عن النجاسات. (5) المقصود بالذكر هنا الذكر باللسان. [فصل]: المراد من الذكر حضور القلب، فينبغي ان يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله، ويتدبر ما يذكر، ويتعقل معناه. فالتدبر في الذكر مطلوب كما هو مطلوب في القراءة لاشتراكهما في المعنى المقصود، ولهذا كان المذهب الصحيح المختار استحباب مد الذاكر قول: لا اله الا الله، لما فيه من التدبر، واقوال السلف وائمة الخلف في هذا مشهورة، والله اعلم. [فصل]: ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل او نهار، او عقب صلاة او حالة من الاحوال ففاتته ان يتداركها وياتي بها اذا تمكن منها ولا يهملها، فانه اذا اعتاد الملازمة عليها لم يعرضها للتفويت، واذا تساهل في قضائها سهل عليه تضييعها في وقتها. وقد ثبت في صحيح مسلم (1) ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: %"من نام عن حزبه او عن شيء منه فقراه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كانما قراه من الليل". [فصل]: في احوال تعرض للذاكر يستحب له قطع الذكر بسببها ثم يعود اليه بعد زوالها: منها اذا سلم عليه رد السلام ثم عاد الى الذكر، وكذا اذا عطس عنده عاطش شمته ثم عاد الى الذكر، وكذا اذا سمع الخطيب، وكذا اذا سمع المؤذن اجابه في كلمات الاذان والاقامة ثم عاد الى الذكر، وكذا اذا راى منكرا ازاله، او معروفا ارشد اليه، او مسترشدا اجابه ثم عاد الى الذكر، كذا اذا غلبه النعاس او نحوه. وما اشبه هذا كله. [فصل]: اعلم ان الاذكار المشروعة في الصلاة وغيرها، واجبة كانت او مستحبة لا يحسب شيء منها ولا يعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه اذا كان صحيح السمع لا عارض له. [فصل]: اعلم انه قد صنف في عمل اليوم والليلة (2) جماعة من الائمة كتبا نفيسة، رووا فيها ما ذكروه باسانيدهم المتصلة، وطرقوها من طرق كثيرة، ومن احسنها "عمل اليوم والليلة" للامام ابي عبد الرحمن النسائي، واحسن منه وانفس واكثر فوائد كتاب "عمل اليوم والليلة" لصاحبه الامام ابي بكر احمد بن محمد بن اسحاق السني رضي الله عنهم. وقد سمعت انا جميع كتاب ابن السني على شيخنا الامام الحافظ ابي البقاء خالد بن يوسف (3) بن سعد بن الحسن رضي الله عنه، قال: اخبرنا الامام العلامة ابو اليمن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن الكندي سنة اثنتين وستمائة، قال: اخبرنا الشيخ الامام ابو الحسن سعد الخير محمد بن سهل الانصاري، قال: اخبرنا الشيخ الامام ابو محمد عبد الرحمن بن سعد بن احمد بن الحسن الدوني، قال: اخبرنا القاضي ابو نصر احمد بن الحسين بن محمد بن الكسار الدينوري، قال: اخبرنا الشيخ ابو بكر احمد بن محمد بن اسحاق السني رضي الله عنه. وانما ذكرت هذا الاسناد هنا لاني سانقل من كتاب ابن السني ان شاء الله تعالى جملا، فاحببت تقديم اسناد الكتاب، وهذا مستحسن عند ائمة الحديث وغيرهم، وانما خصصت ذكر اسناد هذا الكتاب لكونه اجمع الكتب في هذا الفن، والا فجميع ما اذكره فيه لي به روايات صحيحة بسماعات متصلة بحمد الله تعالى الا الشاذ النادر، فمن ذلك ما انقله من الكتب الخمسة التي هي اصول الاسلام، وهي: الصحيحان للبخاري ومسلم، وسنن ابي داود والترمذي والنسائي، ومن ذلك ما هو من كتب المسانيد والسنن كموطا الامام مالك، وكمسند الامام احمد بن حنبل، وابي عوانة، وسنن ابن ماجه، والدارقطني، والبيهقي وغيرها من الكتب، ومن الاجزاء مما ستراه ان شاء الله تعالى، وكل هذه المذكورات ارويها بالاسانيد المتصلة الصحيحة الى مؤلفها، والله اعلم. [فصل]: اعلم ان ما اذكره في هذا الكتاب من الاحاديث اضيفه الى الكتب المشهورة وغيرها مما قدمته، ثم ما كان في صحيحي البخاري ومسلم او في احدهما اقتصر على اضضافته اليهما لحصول الغرض وهو صحته، فان جميع ما فيهما صحيح، واما ما كان في غيرهما فاضيفه الى كتب السنن وشبهها مبينا صحته وحسنه او ضعفه ان كان فيه ضعف في غالب المواضع، وقد اغفل عن صحته وحسنه وضعفه. واعلم ان سنن ابي داود من اكبر ما انقل منه، وقد روينا عنه انه قال: ذكرت في كتابي: الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما كان فيه ضعف شديد بينته، وما لم اذكر فيه شيئا فهو صالح، وبعضها اصح من بعض. هذا كلام ابي داود، وفيه فائدة حسنة يحتاج اليها صاحب هذا الكتاب وغيره، وهي ان ما رواه ابو داود في سننه ولم يذكر ضعفه فهو عنده صحيح او حسن، وكلاهما يحتج به في الاحكام، فكيف بالفضائل. فاذا تقرر هذا فمتى رايت هنا حديثا من رواية ابي داود وليس فيه تضعيف، فاعلم انه لم يضعفه (4) ، والله اعلم. وقد رايت ان اقدم في اول الكتاب بابا في فضيلة الذكر مطلقا اذكر فيه اطرافا يسيرة توطئة لما بعدها، ثم اذكر مقصود الكتاب في ابوابه، واختم الكتاب ان شاء الله تعالى بباب الاستغفار تفاؤلا بان يختم الله لنا به، والله الموفق، وبه الثقة، وعليه التوكل والاعتماد، واليه التفويض والاستناد. (1) مسلم (747) ، وابو داود (1313) ، والترمذي (581) ، والموطا 1/200. ومعنى "حزبه": ورده من القران، وهو شيء يجعله الانسان على نفسه يقرؤه كل يوم. والمراد به في الحديث: ما يرتبه الانسان على نفسه من ذكر او صلاة او قراءة قران. (2) "في عمل اليوم والليلة": اي فيما يعمل فيهما من اقوال وافعال. (3) خالد بن يوسف بن سعد بن حسن بن مفرج، الامام المفيد المحدث الحافظ، زين الدين، ابو البقاء، النابلسي ثم الدمشقي، ولد سنة 585 هـ وسمع من القاسم بن عساكر، ومحمد بن الخصيب، وحنبل الرصافي، وغيرهم. واخذ عنه النووي، وتقي الدين القشيري، وابو عبد الله الملقن، والبرهان الذهبي، وغيرهم. توفي سنة 663 هـ. طبقات الحفاظ، للذهبي 4/1447. (4) ان المتتبع لتخريجات الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى على احاديث كتاب الاذكار يلمس ان هذا الحكم غير مطرد في جميع الاحاديث التي سكت عنها ابو داود، وذلك للاسباب التالية: اـ ما قاله السخاوي: ان سنن ابي داود تعددت روايتها عن مصنفها، ولكل اصل، وبينها تفاوت، حتى في وقوع البيان في بعضها دون بعض، سيما رواية ابي الحسن بن العبد، ففيها من كلامه اشياء زائدة على رواية غيره، وحينئذ فلا يسوغ السكوت الا بعد النظر فيها. ب ـ قد يكون عدم تصريح ابي داود بضعف الحديث ضعفه الظاهر. جـ ـ ان سكوت ابي داود رحمه الله عن تضعيف حديث ما، قد يكون عن تساهل؛ كما ذكر ذلك الحافظ المنذري في مقدمة "الترغيب والترهيب". انظر "الفتوحات الربانية" 1/170 ـ 172، و "الترغيب والترهيب" 1/35 ـ 38.
3 1 باب مختصر في احرف مما جاء في فضل الذكر غير مقيد بوقت قال الله تعالى: {ولذكر الله اكبر}[العنكبوت:45] وقال تعالى: {فاذكروني اذكركم} [البقرة:152] وقال تعالى: {فلولا انه كان من المسبحين للبث في بطنه الى يوم يبعثون}[الصافات:143] وقال تعالى: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون} [الانبياء:20].
4 1 باب ما يقول اذا استيقظ من منامه
5 1 3ـ باب ما يقول اذا لبس ثوبه يستحب ان يقول: بسم الله. وكذلك تستحب التسمية في جميع الاعمال.
6 1 4ـ باب ما يقول اذا لبس ثوبا جديدا او نعلا وما اشبهه يستحب ان يقول عند لباسه ما قدمناه في الباب قبله.
7 1 5ـ باب ما يقول لصاحبه اذا راى عليه ثوبا جديدا
8 1 6ـ باب كيفية لباس الثوب والنعل وخلعهما يستحب ان يبتدىء في لبس الثوب والنعل والسراويل وشبهها باليمين منن كميه (في "د": "من كمي الرجل، ورجلي السراويل..") ورجلي السراويل، ويخلع الايسر ثم الايمن، وكذلك الاكتحال، والسواك، وتقليم الاظفار، وقص الشارب، ونتف الابط، وحلق الراس، والسلام من الصلاة، ودخول المسجد، والخروج من الخلاء، والوضوء، والغسل، والاكل، والشرب، والمصافحة، واستلام الحجر الاسود، واخذ الحاجة من انسان ودفعها اليه، وما اشبه هذا، فكله (في "د": "وما اشبه هذا كله يفعله باليمين، فضده باليسار") يفعله باليمين، وضده باليسار.
9 1 7ـ باب ما يقول اذا خلع ثوبه لغسل او نوم او نحوهما
10 1 8ـ باب ما يقول حال خروجه من بيته
11 1 9ـ باب ما يقول اذا دخل بيته يستحب ان يقول: باسم الله، وان يكثر من ذكر الله تعالى، وان يسلم سواء كان في البيت ادمي ام لا، لقول الله تعالى: {فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة}[النور:61].
12 1 10ـ باب ما يقول اذا استيقظ من الليل وخرج من بيته يستحب له اذا استيقظ من الليل وخرج من بيته ان ينظر الى السماء ويقرا الايات الخواتم من سورة ال عمران: {ان في خلق السموات والارض} الى اخر السورة [ال عمران: 190ـ200].
13 1 11ـ باب ما يقول اذا اراد دخول الخلاء
14 1 12ـ باب النهي عن الذكر والكلام على الخلاء يكره الذكر والكلام حال قضاء الحاجة، سواء كان في الصحراء او في البنيان، وسواء في ذلك جميع الاذكار والكلام، الا كلام الضرورة، حتى قال بعض اصحابنا: اذا عطس لا يحمد الله تعالى، ولا يشمت عاطسا، ولا يرد السلام، ولا يجيب المؤذن، ويكون المسلم مقصرا لا يستحق جوابا. والكلام بهذا كله مكروه كراهية تنزيه ولا يحرم، فان عطس فحمد الله تعالى بقلبه ولم يحرك لسانه فلا باس، وكذلك بفعل حال الجماع.
15 1 13ـ باب النهي عن السلام على الجالس لقضاء الحاجة قال اصحابنا: يكره السلام عليه، فان سلم لم يستحق جوابا، لحديث ابن عمر والمهاجر المذكورين في الباب قبله.
16 1 14ـ باب ما يقول اذا خرج من الخلاء يقول: "غفرانك، الحمد لله الذي اذهب عني الاذى وعافاني" (1) ثبت في الحديث الصحيح في سنن ابي داود والترمذي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "غفرانك" وروى النسائي وابن ماجه باقيه.
17 1 15ـ باب ما يقول اذا اراد صب ماء الوضوء او استقاءه يستحب ان يقول "باسم الله" كما قدمناه.
18 1 16ـ باب ما يقول على وضوئه يستحب ان يقول في اوله: "بسم الله الرحمن الرحيم" وان قال "باسم الله" كفى. قال اصحابنا: فان ترك التسمية في اول الوضوء اتى بها في اثنائه. فان تركها حتى فرغ فقد فات محلها فلا ياتي بها ووضوءه صحيح، سواء تركها عمدا او سهوا. هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء. وجاء في التسمية احاديث ضعيفة، ثبت عن احمد بن حنبل رحمه الله انه قال: لا اعلم في التسمية في الوضوء حديثا ثابتا. فمن الاحاديث: [فصل]: قال بعض اصحابنا، وهو الشيخ ابو الفتح نصر المقدسي الزاهد: يستحب للمتوضىء ان يقول في ابتداء وضوئه بعد التسمية: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله. وهذا الذي قاله لا باس به، الا انه لا اصل له من جهة السنة، ولا نعلم احدا من اصحابنا وغيرهم قال به، والله اعلم. [فصل]: ويقول بعد الفراغ من الوضوء: اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، سبحانك اللهم وبحمدك، اشهد ان لا اله الا انت، استغفرك واتوب اليك. [فصل]: واما الدعاء على اعضاء الوضوء فلم يجىء فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال الفقهاء: يستحب فيه دعوات جاءت عن السلف، وزادوا ونقصوا فيها، فالمتحصل مما قالوه انه يقول بعد التسمية: الحمد لله الذي جعل الماء طهورا، ويقول عند المضمضة: اللهم اسقني من حوض نبيك كاسا لا اظما بعده ابدا، ويقول عند الاستنشاق: اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك، ويقول عند غسل الوجه: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، ويقول عند غسل اليدين: اللهم اعطني كتابي بيميني، اللهم لا تعطني كتابي بشمالي، ويقول عند مسح الراس: اللهم حرم شعري وبشري على النار، واظلني تحت عرشك يوم لا ظل الا ظلك، ويقول عند مسح الاذنين: اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه، ويقول عند غسل الرجلين: اللهم ثبت قدمي على الصرا. والله اعلم.
19 1 17ـ باب ما يقول على اغتساله يستحب للمغتسل ان يقول جميع ما ذكرناه في الوضوء من التسمية وغيرها، ولا فرق في ذلك بين الجنب والحائض وغيرهما. وقال بعض اصحابنا: ان كان جنبا او حائضا لم يات بالتسمية، والمشهور انها مستحبة لهما كغيرهما، لكنهما لا يجوز لهما ان يقصدا بها القران.
20 1 18ـ باب ما يقول على تيممه يستحب ان يقول في ابتدائه: "باسم الله" فان كان جنبا او حائضا فعلى ما ذكرنا في اغتساله. واما التشهد بعده وباقي الذكر المتقدم في الوضوء والدعاء على الوجه والكفين فلم ار فيه شيئا لاصحابنا ولا غيرهم، والظاهر ان حكمه على ما ذكرنا في الوضوء، فان التيمم طهارة كالوضوء.
21 1 19ـ باب ما يقول اذا توجه الى المسجد وقد قدمنا ما يقوله اذا خرج من بيته الى اي موضع خرج، واذا خرج الى المسجد فيستحب ان يضم الى ذلك:
22 1 20ـ باب ما يقوله عند دخول المسجد والخروج منه يستحب ان يقول: اعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم، الحمد لله، اللهم صل وسلم (في "د": "اللهم صل على محمد..") على محمد وعلى ال محمد؛ اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك، ثم يقول: باسم الله، ويقدم رجله اليمنى في الدخول، ويقدم اليسرى في الخروج، ويقول جميع ما ذكرناه، الا انه يقول: ابواب فضلك، بدل رحمتك.
23 1 21ـ باب ما يقول في المسجد يستحب الاكثار فيه من ذكر الله تعالى والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير وغيرها من الاذكار، ويستحب الاكثار من قراءة القران؛ ومن المستحب فيه قراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلم الفقه، وسائر العلوم الشرعية، قال الله تعالى: في بيوت اذ الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال} الاية[النور: 36] وقال تعالى: {ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب} [الحج:32] وقال تعالى: {ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه}[الحج:20]. [فصل]: وينبغي للجالس في المسجد ان ينوي الاعتكاف، فانه يصح عندنا ولو لم يمكث الا لحظة، بل قال بعض اصحابنا: يصح اعتكاف من دخل المسجد مارا ولم يمكث (في هامش "ا": "وفي نسخة: ولو لم يمكث"، وفي "د": "ولو لم يقعد") ، فينبغي للمار ايضا ان ينوي الاعتكاف ليحصل فضيلته عند هذا القائل، والافضل ان يقف لحظة ثم يمر، وينبغي للجالس فيه ان يامر بما يراه من المعروف ويننهى عما يراه من المنكر، وهذا وان كان الانسان مامورا به في غير المسجد، الا انه يتاكد القول به في المسجد صيانة له واعظاما واجلالا واحتراما، قال بعض اصحابنا: من دخل المسجد فلم يتمكن من صلاة تحية المسجد اما لحدث واما لشغل او نحوه، يستحب ان يقول اربع مرات: سبحان الله، والحمد لله، ولا اله الا الله، والله اكبر، فقد قال به بعض السلف، وهذا لا باس به.
24 1 22ـ باب انكاره ودعائه على من ينشد ضالة في المسجد او يبيع فيه
25 1 23ـ باب دعائه على من ينشد في المسجد شعرا ليس فيه مدح للاسلام ولا تزهيد ولا حث على مكارم الاخلاق ونحو ذلك
26 1 24ـ باب فضيلة الاذان
27 1 25ـ باب صفة الاذان اعلم ان الفاظه مشهورة، والترجيع عندنا سنة، وهو انه اذا قال بعالي (في هامش"ا": "وفي نسخة: باعلى صوته..") صوته: الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، قال سرا بحيث يسمع نفسه ومن بقربه: اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان محمدا رسول الله، اشهد ان محمدا رسول الله. ثم يعود الى الجهر واعلاء الصوت، فيقول: اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان محمدا رسول الله، اشهد ان محمدا رسول الله، والتثويب ايضا مسنون عندنا، وهو ان يقول في اذان الصبح خاصة بعد فراغه من حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم، وقد جاءت الاحاديث بالترجيع والتثويب، وهي مشهورة. واعلم انه لو ترك الترجيع والتثويب صح اذانه وكان تاركا للافضل. ولا يصح اذان من لا يميز، ولا المراة، ولا الكافر. ويصح اذان الصبي المميز، واذا اذن الكافر واتى بالشهادتين كان ذلك اسلاما على المذهب الصحيح المختار. وقال بعض اصحابنا: لا يكون اسلاما، ولا خلاف انه لا يصح اذانه، لان اوله كان قبل الحكم باسلامه. وفي الباب فروع كثيرة مقررة في كتب الفقه ليس هذا موضع ايرادها.
28 1 26ـ باب صفة الاقامة المذهب الصحيح المختار الذي جاءت به الاحاديث الصحيحة ان الاقامة احدى عشرة كلمة: الله اكبر الله اكبر، اشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة، الله اكبر الله اكبر، لا اله الا الله. [فصل]: واعلم ان الاذان والاقامة سنتان عندنا على المذهب الصحيح المختار، سواء في ذلك اذان الجمعة وغيرها. وقال بعض اصحابنا: هما فرض كفاية. وقال بعضهم: هما فرض كفاية في الجمعة دون غيرها. فان قلنا فرض كفاية، فلو تركه اهل بلد او محلة قوتلوا على تركه. وان قلنا سنة لم يقاتلوا على المذهب الصحيح المختار، كما لا يقاتلون على سنة الظهر وشبهها. وقال بعض اصحابنا: يقاتلون لانه شعار ظاهر. [فصل]: ويستحب ترتيل الاذان ورفع الصوت به، ويستحب ادراج الاقامة (1) ، ويكون صوتها اخفض من الاذان، ويستحب ان يكون المؤذن حسن الصوت ثقة مامونا خبيرا بالوقت متبرعا؛ ويستحب ان يؤذن ويقيم قائما على طهارة وموضع عال، مستقبل القبلة، فلو اذن او اقام مستدبر القبلة او قاعدا او مضطجعا او محدثا او جنبا صح اذانه وكان مكروها، والكراهية في الجنب اشد من المحدث، وكراهة الاقامة اشد. [فصل]: لا يشرع الاذان الا للصلوات (2) الخمس: الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء، وسواء فيها الحاضرة والفائتة، وسواء الحاضر والمسافر، وسواء من صلى وحده او في جماعة. واذا اذن واحد كفى عن الباقين. واذا قضى فوائت في وقت واحد اذن للاولى وحدها، واقام لكل صلاة. واذا جمع بين الصلاتين اذن للاولى وحدها واقام لكل واحدة. واما غير الصلوات الخمس فلا يؤذن لشيء منها بلا خلاف. ثم منها ما يستحب ان يقال عند ارادة صلاتها في جماعة: الصلاة جامعة، مثل العيد والكسوف والاستسقاء، ومنها ما اختلف فيه كصلاة التراويح والجنازة، والاصح انه ياتي به في التراويح دون الجنازة. [فصل]: ولا تصح الاقامة الا في الوقت وعند ارادة الدخول في الصلاة، ولا يصح الاذان الا بعد دخول وقت الصلاة الا الصبح، فانه يجوز الاذان لها قبل دخول الوقت. واختلف في الوقت الذي يجوز فيه، والاصح انه يجوز بعد نصف الليل، وقيل: عند السحر، وقيل: في جميع الليل، وليس بشيء، وقيل: بعد ثلثي الليل، والمختار الاول. [فصل]: وتقيم المراة والخنثى المشكل، ولا يؤذنان لانهما منهيان عن رفع الصوت. (1) "ادراج الاقامة": اسراعها؛ اذ اصل الادراج الطي، ثم استعير لادخال بعض الكلمات في بعض، لما صح من الامر به، وفارقت الاذان بانه للغائبين، والترتيل فيه ابلغ، وهي للحاضرين، فالادراج فيها اشبه. الفتوحات الربانية 2/97. (2) في "ا": الا في الصلوات الخمس..".
29 1 27ـ باب ما يقول من سمع المؤذن والمقيم يستحب ان يقول من سمع المؤذن والمقيم: مثل قوله، الا في قوله حي على الصلاة، حي على الفلاح، فانه يقول في دبر كل لفظة: لا حول ولا قوة الا بالله. ويقول في قوله: الصلاة خير من النوم: صدقت وبررت، وقيل يقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة خير من النوم. ويقول في كلمتي الاقامة: اقامها الله وادامها، ويقول عقيب قوله: اشهد ان محمدا رسول الله: وانا اشهد ان محمدا رسول الله؛ ثم يقول: رضيت بالله ربا (في هامش "ا": "وفي نسخة: وبالاسلام دينا") ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وبالاسلام دينا. فاذا فرغ من المتبعة في جميع الاذان صلى وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، ات محمدا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته، ثم يدعو بما شاء من امور الاخرة والدنيا. [فصل]: اذا سمع المؤذن او المقيم وهو يصلي لم يجبه في الصلاة، فاذا سلم منها اجابه كما يجيبه من لا يصلي، فلو اجابه في الصلاة كره ولم تبطل صلاته، وهكذا اذا سمعه وهو على الخلاء لا يجيبه في الحال، فاذا خرج اجابه، فاما اذا كان يقرا القران او يسبح او يقرا حديثا او علما اخر او غير ذلك، فانه يقطع جميع هذا ويجيب المؤذن ثم يعود الى ما كان فيه، لان الاجابة تفوت، وما هو (في "ا": "والذي هو فيه") فيه لا يفوت غالبا، وحيث لم يتابعه حتى فرغ المؤذن يستحب ان يتدارك المتابعة ما لم يطل الفصل.
30 1 28 ـ باب الدعاء بعد الاذان
31 1 29ـ باب ما يقول بعد ركعتي سنة الصبح
32 1 30 ـ باب ما يقول اذا انتهى الى الصف
33 1 31ـ بابث ما يقول عند ارادته القيام الى الصلاة
34 1 32ـ باب الدعاء عند الاقامة
35 38 كتاب ما يقوله اذا دخل في الصلاة
36 2 كتاب تلاوة القران
37 2 كتاب حمد الله تعالى
38 6 كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: {ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الاحزاب: 56] والاحاديث في فضلها والامر بها اكثر من ان تحصر، ولكن نشير الى احرف من ذلك تنبيها على ما سواها وتبركا للكتاب بذكرها.
39 3 كتاب الاذكار والدعوات للامور العارضات اعلم ان ما ذكرته في الابواب السابقة يتكرر في كل يوم وليلة على حسب ما تقدم وتبين. واما ما اذكره الان فهي اذكار ودعوات تكون في اوقات لاسباب عارضات، فلهذا لا يلتزم فيها ترتيب.
40 35 كتاب اذكار المرض والموت وما يتعلق بهما
41 17 كتاب الاذكار في صلوات مخصوصة
42 7 كتاب اذكار الصيام
43 2 كتاب اذكار الحج
44 14 كتاب اذكار الجهاد اما اذكار سفره ورجوعه فسياتي في كتاب اذكار السفر ان شاء الله تعالى. واما ما يختص به فنذكر مننه ما حضر الان مختصرا.
45 26 كتاب اذكار المسافر اعلم ان الاذكار التي تستحب للحاضر في الليل والنهار واختلاف الاحوال وغير ذلك مما تقدم تستحب للمسافر ايضا، ويزيد المسافر باذكار فهي المقصودة بهذا الباب، وهي كثيرة منتشرة جدا، وانا اختصر مقاصدها ان شاء الله تعالى، وابوب لها ابوابا تناسبها، مستعينا بالله، متوكلا عليه.
46 21 كتاب اذكار الاكل والشرب
47 13 كتاب السلام والاستئذان وتشميت العاطس وما يتعلق بها قال الله سبحانه وتعالى: {فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} [النور: 61] وقال تعالى: {واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها او ردوها}[النساء:86] وقال تعالى: {لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على اهلها}[النور:27] وقال تعالى: {واذا بلغ الاطفال منكم الحلم فليستاذنوا كما استاذن الذين من قبلهم} [النور:59] وقال تعالى: {وهل اتاك حديث ضيف ابراهيم المكرمين اذ دخلوا عليه فقالوا سلاما، قال سلام} [الذاريات:24]. واعلم ان اصل السلام ثابت بالكتاب والسنة والاجماع. واما افراد مسائله وفروعه فاكثر من ان تحصر، وانا اختصر مقاصده في ابواب يسيرة ان شاء الله تعالى، وبه التوفيق والهداية والاصابة والرعاية.
48 13 كتاب اذكار النكاح وما يتعلق به
49 21 كتاب الاسماء
50 57 كتاب الاذكار المتفرقة اعلم ان هذا الكتاب انثر فيه ان شاء الله تعالى ابوابا متفرقة من الاذكار والدعوات يعظم الانتفاع بها ان شاء الله تعالى، وليس لها ضابط نلتزم ترتيبها بسببه، والله الموفق.
51 25 كتاب حفظ اللسان
52 12 كتاب جامع الدعوات
53 3 كتاب الاستغفار
54 1 الاحاديث التي عليها مدار الاسلام [فصل]: في اخر ما قصدته من هذا الكتاب، وقد رايت ان اضم اليه احاديث تتم محاسن الكتاب بها ان شاء الله تعالى، وهي الاحاديث التي عليها مدار الاسلام ("الاحاديث التي عليها مدار الاسلام": المدار: اسم مكان من الدوران، وهي لغة الحركة في السكك، واصطلاحا: ترتب الشيء على الشيء الذي له صلاحية العلية وجودا او عدما، او معا، والاول يسمى الدائر، والثاني المدار. وقد اطلق مؤلفو كتب المصادر الحديثية ـ من العلماء الكبار في علم الرواية والدراية ـ على عدد من الاحاديث النبوية: انها احاديث كلية جامعة؛ لانها عليها مدار الاسلام، او نصفه، او ثلثه. وقد جمع الامام الحافظ ابو عمرو بن الصلاح اقوال العلماء في تحديد اعيان عدد هذه الاحاديث فبلغت ستة وعشرين حديثا، وقد املاها في مجلس سماه: الاحاديث الكلية. وضم اليها النووي رحمه الله اربعة احاديث فاصبحت ثلاثين وختم بها كتابه "الاذكار"، ثم زاد عليها في كتابه "الاربعين حديثا النووية" اثني عشر حديثا، فوصلت الى اثنين واربعين. انظر الفتوحات الربانية 7/295 ومقدمة كتاب "الوافي في شرح الاربعين النووية" تاليف محي الدين مستو ود. مصطفى البغا الطبعة الرابعة 1406 هـ ـ دار ابن كثير) ، وقد اختلف العلماء فيها اختلافا منتشرا، وقد اجتمع من تداخل اقوالهم مع ما ضممته اليها ثلاثون حديثا.
55 1 خاتمة هذا اخر ما قصدته من هذا الكتاب، وقد من الله الكريم فيه بما هو اهل له من الفوائد النفيسة والدقائق اللطيفة من انواع العلوم ومهماتها، ومستجادات الحقائق ومطلوباتها. ومن تفسير ايات من القران العزيز وبيان المراد بها، والاحاديث الصحيحة وايضاح مقاصدها، وبيان نكت من علوم الاسانيد ودقائق الفقه ومعاملات القلوب وغيرها، والله المحمود على ذلك وغيره من نعمه التي لا تحصى، وله المنة ان هداني لذلك، ووفقني لجمعه ويسره علي، واعانني عليه ومن علي باتمامه؛ فله الحمد والامتنان والفضل والطول والشكران. وانا راج من فضل الله تعالى دعوة اخ صالح انتفع بها تقربني الى الله الكريم، وانتفاع مسلم راغب في الخير ببعض ما فيه اكون مساعدا له على العمل بمرضاة ربنا. واستودع الله الكريم اللطيف الرحيم مني ومن والدي، وجميع احبابنا واخواننا ومن احسن الينا وسائر المسلمين: ادياننا واماناتنا وخواتيم اعمالنا، وجميع ما انعم الله تعالى به علينا، واساله سبحانه لنا اجمعين سلوك سبيل الرشاد والعصمة من احوال اهل الزيغ والعناد، والدوام على ذلك وغيره من الخير في ازدياد، واتضرع اليه سبحانه ان يرزقنا التوفيق في الاقوال والافعال للصواب، والجري على اثار ذوي البصائر والالباب، انه الكريم الواسع الوهاب، وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه متاب،، حسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة الا بالله العزيز الحكيم. والحمد لله رب العالمين اولا واخرا وظاهرا وباطنا، وصلواته وسلامه الاطيبان الاتمان الاكملان على سيدنا محمد خير خلقه اجمعين، كلما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، وعلى سائر النبيين وال كل وسائر الصالحين.